Subject: مقال عن زوجة الزعيم الراحل عبدالناصر
زوجة الراحل جمال عبد الناصر
إيرانية من المذهب الجعفري
وفاء الزاغة
زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إيرانية من المذهب الجعفري تحية كاظم ، زوجة الرئيس جمال عبد الناصر – وهي من أصول إيرانية هي ابنة تاجر الشاي الإيراني محمد إبراهيم كاظم ... الذي اختار لنفسه زوجة من طنطا بعدما استقر في مصر وأنجب منها ابنته تحية ... ولقد تزوج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من تحية محمد ابراهيم كاظم في 29 يونيو عام 1944 زوجة رئيس لم تتدخل في شئون الولة او الحياة السياسية : تحية عبد الناصر.. مصرية خالصة ، عندما تنظر إلى ملامحها تدرك للوهلة الأولى أنك أمام أم عظيمة وزوجة متفانية ، لم تتدخل في شئون الدولة بل عاشت حياة طبيعية كزوجة وأم لم تحاول فيها إفراد شخصية خاصة منفصلة عن زوجها ، وكان كافيا لها أنها زوجة لهذا الرجل فلم يكرهها أحد وربما أحبها كثيرون لكن ليس بشكل إعلامي . اتسمت المعلومات المتاحة عنها بأنها ضئيلة ولا تفيها حقها بالنسبة لسيدة مصر الأولى التى شاركت الرئيس عبد الناصر حياته ، وهو الزعيم الذى يعتبره الكثيرون الأقرب إلى قلوب الشعب المصري ويتذكرون إلى الآن إنجازاته فى تاريخ مصر.
هي السيدة تحية محمد كاظم ابنة تاجر من رعايا إيران ، تزوجت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 29 يونيو 1944 ، الذي تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين ، عاشت معه ثمانى سنوات قبل الثورة وثمانية عشر عاما بعد قيامها ، أنجبا خلالها ابنتيهما هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحكيم وعبد الحميد . لعبت دوراً هاماً في حياة الزعيم الراحل خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، وتحملت وحدها أعباء أسرته الصغيرة عندما كان في حرب فلسطين 1948، إلا أنه لم يُذكر قط أنها تدخلت فى أى قرار سياسي اتخذه الرئيس جمال عبد الناصر بعد توليه السلطة . وقد كتبت تحية مذكراتها الشخصية التى تعد شاهدا على مرحلة هامة من تاريخ مصر السياسي منذ حرب فلسطين 1948 وحتى رحيل عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970، عبرت فيها بصدق عن مشاعر زوجة وأم كتبت لها الأقدار أن تكون سيدة رئيس الجمهورية العربية
أصعب وأقسى لحظات عايشتها سيدة مصر الأولى :
ولعل أصعب وأقسى اللحظات التى عايشتها السيدة تحية كما كتبت في مذكراتها – التي قال عنها ابنها خالد إن والدته كتبتها بخط جميل فى كشكول كبير وضعوه بأحد البنوك ، بشرط ألا يتم خروجه إلا بموافقتهم جميعا - كانت لحظة وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، حيث تروى أنها وقفت بجواره تقبله وتبكيه يعتصرها ألم الفراق ، ثم خرجت من الحجرة لترتدي ملابس الحداد ، ونزلت مسرعة إلى الدور الأول لتجد الأطباء والسكرتارية وهيكل وحسين الشافعى وأنور السادات قد حضروا جميعا .. فقالت لهم ( لقد عشت ثمانية عشر عاما لم تهزنى رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية ، ولن أطلب منكم أى شىء أبدا .. كل ما أطلبه أن تجهزوا لي مكانا أرقد فيه بجواره بعد مماتي ..) وعندما طالبها يوسف إدريس الأديب الراحل في مقال له بجريدة الأهرام بترك استراحة الإسكندرية من أجل سداد ديون مصر، وبدا من كتاباته كما جاء في المذكرات أن ديون مصر بالفعل متوقفة على هذه الاستراحة ، جاء رد فعلها قويا ومؤثرا حين أرسلت خطابا إلى الأهرام قالت فيه إنها تتنازل عن هذه الاستراحة ، مؤكدة أنها لا تريد شيئا من هذه الدنيا سوى أن تدفن بجوار زوجها الراحل .
لقد ظلت السيدة تحية عبد الناصر حزينة تبكى زوجها حتى رقدت بجواره ، ولن نجد كلمات نختم بها أصدق وأقوى تعبيرا مما قالته السيدة هدى جمال عبد الناصر عن والدتها ” عاشت 20 سنة بعد زوجها تعبانة ، واستريحت لما ماتت . منزلهما كان متواضعا وبسيطا مكونا من طابقين وحديقة بمنطقة منشية البكري ، كانت حجرة مكتب الزعيم عبدالناصر في الدور الأرضي يسارا ، والصالون يمينا ، وحجرة نومه في الدور فوق الأرضي وإلي جوارها حجرتها هي .. يفصل بينهما الحمام ومائدة الطعام الموجودة في الصالة الرئيسية .. لم يكن للسيدة (تحية) الكثير من الأصدقاء والمعارف فقد اقتصرت علاقاتها علي زوجات أعضاء مجلس قيادة الثورة مثل زوجة حسين الشافعي وزوجة زكريا محيي الدين ، كما ارتبطت بصداقة مع أم كلثوم ، وأقرب صديقاتها كانت السيدة نادية غالب حرم المستشار محمد فهمي السيد وهي ابنة أخت السيدة تحية . .. عندما كانت السيدة تحية تتحدث الي زوجها أمام الغرباء كانت تشير إليه باسم (السيد الرئيس) وأمام الأصدقاء المقربين لهما كانت تقول ..الريس .
وصيتها : وقبل وفاتها أوصت بتسليم منزلها للدولة بعد وفاتها حتي لا يكون للمصريين دين في رقبة زعيمهم رغم أن المنزل كان من حقها هي وزوجها وأبنائها . أن زوجة عبد الناصر هي حفيدة العلامة الجعفري الشيعي كاظم رشتي ورشتي نسبة الى مدينة رشت في ايران ، ولكن السيد كاظم عربي هاشمي هاجر اجداده الى ايران وسكنوا مدينة رشت كتجار وبسبب خلافات فقهيه هاجر السيد كاظم الى مصر وسكن حلوان ومن احفاده السيدة تحية والصحفية الشهيرة صافينازكاظم والدكتورة عميدة كلية الاعلام بجامعة القاهرة السابقة جيهان رشتي واللافت للنظر ان السيد كاظم رشتي لم يكن حريصا على تعليم ابناءه واحفاده عن اصلهم ومذهب اجدادهم لذا لايعرف هؤلاء الاحفاد عن ذلك الا اليسير وتربوا على انهم مصريون سنة شافعية الا الصحفية صافيناز كاظم التي بحثت الامر في السبعينات وتبنت المذهب الجعفري .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق