كانت البومة تحظى باحترام كبير لدى الفراعنة وأصبحت طائر رمسيس الثاني المفضّل لكنّها ذات يوم ضربته بجناحها في وجهه وكادت تفقأ عينه فغضب عليها وصار ناقما عليها.
باستطاعة أيّ شخص أن يميّز الـبومة من الوهلة الأولى برأسها الكبير العريض وبطوق الريش الذي يحيط بعينيها وهو يشبه صحن الفنجان هذا الطّوق يُعرف بالقرص الوجهي، وهو يعكس الصوت ويوجّهه نحو فتحتي أذن الـبومة.
تختلف عيون الـبومة عن عيون الطيور الأخرى في كبر حجمها وفي اتجاه كلتا العينين إلى الأمام مثل الإنسان ولكنها لاتستطيع تحريك عينيها لذلك تقوم بتحريك رأسها لمتابعة الأجسام المتحركة.
للـبوم أجسام قصيرة و مناقير خطّافية وأرجل قوية مزوّدة بمخالب حادة تدعى براثن، ولدى بعض البوم خُصل من الريش على رأسها تجعلها تبدو أكبر من حجمها الحقيقي.
رغم اعتقاد البعض بأنّ الـبوم قادر على الرؤية في الظّلام فإنّ هذا غير صحيح، فلا بدّ من وجود الضوء حتى يتمكّن من الرؤية, والحقيقة أنّ الـبوم قادر على الرؤية في الضوء الضعيف، فعيناه المتَّسعتان تستطيعان التقاط أقل كميّة من الضوء.
يستطيع الـبوم الطيران بسرعة معقولة حيث يُخْفي ريشه صوت الحفيف الذي عادة ماتُحدثه الطّيور في طيرانها، ولذلك لايُسْمَعُ له أي صوت في طيرانه مما يمكّنه من الانقضاض على فريسته دون أن تدري به.
تستطيع بعض أنواع الـبوم الرؤية جيّدًا خلال النهار مما يُمكّنها من الصّيد كما في الليل، وبعضها الآخر لا يرى ولا يصطاد إلاّ ليلاً فقط، وتعتمد أنواع أخرى من الـبوم ذي السّمع المرهف على السّمع أكثر من اعتمادها على النظر في القنص، ويمكن لتلك الأنواع تمييز طرائدها من فئران الحقول والثدييات الصغيرة الأخرى واصطيادها في الظلام الدامس اعتمادًا على الصّوت الذي تُحدثه خلال جريها في الغابة.
يُعتبر الـبوم من أكثر الطّيور فائدة للمزارعين حيث يُخلّصهم من القوارض التي تُضرّ المزروعات مثل فئران الحقل والج]ذان وكذلك الأرانب، وهو نادرًا ما يصطاد الدّواجن.
تضع غالبية إناث الـبوم حوالي ثلاث أو أربع بيضات بينما يضع بعضها بيضة واحدة كحد أدنى و 12 بيضة كحد أقصى.
بيض الـبوم مستدير الشكل ولونه أبيض تعلوه صفرة أو زرقة و يتعاون الذكور والإناث في حضن البيض وفي العناية بالصغار.
يكسو جسم صغار الـبوم زغب أبيض كثيف حيث تمكث في العشّ مدة تتراوح بين 10 و 12 أسبوعًا، ويدافع الأب والأم عن العش وقد يؤذيان البشر ببراثنهم إذا ما حاول الاقتراب.
حقائق عن الـبوم:
1. هناك أكثر من 150 نوعا من الـبوم في العالم.
2. تمّ العثور على البوم في جميع البيئات المختلفة وفي جميع القارّات باستثناء القارّة القطبيّة الجنوبيّة.
3. كلّ الـبوم لها وجه مسطّح وعيون قادرة على المطابقة (بعكس الطيور الأخرى) حيث تستطيع الرؤية تماما مثل البشر.
4. شكل وجهها القرصي يساعد على تجميع الصوت وتوجيهه نحو الأذن حيث يتضاعف بمقدار عشرة مرات.
5. لا تستطيع البومة تحريك عينيها وبدلا من ذلك تقوم بتدوير رأسها حتى مقدار 270 درجة دون أن تحرّك أكتافها.
6. للبومة ثلاثة جفون: واحد للومض، واحد للنوم, وواحد لحفظ العين نظيفة وصحية.
7. لا يصدر عن البومة وهي تداهم ضحيتها أي صوت يثير الانتباه إذ أن ريش جناحيها ناعم جداً يضرب الهواء في ليونة، فلا يكون للجناحين المرفرفين صوتٌ يُسمع. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ البومة لا تحتاج لأن تضرب الهواء أو لأن ترفرف بجناحيها كثيراً فالجناحان كبيران بما فيه الكفاية حتى أنهما يستطيعان أن يحملا الجسم بسهولة.
8. عيون البوم ليست كرويّة الشكل كالإنسان ولكنّها ذات شكل أنبوبي لذلك لا تستطيع تحريك عيونها.
9. إنّ توضّع العيون بشكل أمامي بالاضافة الى تغطية الريش لرقبتها جعلها تبدو قريبة الشبه بالإنسان يضاف إلى ذلك صوتها الشبيه ببعض الكلمات البشرية كلّ ذلك ولّد الكثير من الأساطير والحكايات حولها..
10. إنّ بؤبؤ العين في الـبوم غير قادر على التوسّع والتضيّق مثل الإنسان لذلك يتم التحكّم بكمّية الضّوء الواردة للعين عن طريق غلق الأجفان قليلا أو كثيرا حسب الحالة (تبدو البومة وكأنها نعسانة بينما هي في قمة التأهب والاستيقاظ).
11. إنّ آذان البومة تكون مختلفة بالارتفاع والحجم ولذلك أهمية كبيرة ففي الظلام أو عندما تكون الفريسة مختفية بسبب الثلوج أو الحشائش الطويلة يحتاج البوم لتحديد المسافة التي تفصله عن فريسته, لذلك عندما يصل صوت الفريسة إلى أذن واحدة بفارق جزء من الثانية قبل أن تصل إلى الأذن الأخرى يقوم دماغ البومة بحساب المسافة الفاصلة بين البومة وبين الفريسة بشكل دقيق.
12. يمكن للـبومة أن تصطاد ما يصل إلى 1000 فأر كل سنة، لذلك يُعدّ الـبوم صديق المزارعين الأول.
13. الـبوم آكل للّحوم، حيث يفترس القوارض والثدييات الصغيرة أو المتوسطة، وكذلك الحشرات الليلية والأسماك والطيور الأخرى.
14. تكون الإناث أكبر وأكثر عدوانيّة من الذكور.
15. لا يمكن لجميع البوم النعيق وقد يستطيع إصدار مجموعة واسعة من الأصوات الأخرى، مثل الصياح، الصفير، والنباح، والفحيح.
16. معظم الـبوم لا يهاجر إلا أنّه يمكن أن يقوم بذلك أحيانا للبحث عن مصادر غذائية جديدة.
17. تمّ العثور على مستحاثّـات للـبوم بيّنت وجوده منذ أكثر من 58 مليون سنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق