الزائرين

free counters

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، مارس 22، 2012

الحزن ليس مطلوبا شرعا , ولا مقصودا أصلا



الحزن ليس مطلوبا شرعا , ولا مقصودا أصلا 
د . عائض القرني 

 
فالحزن منهي عنه في قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا } .
وقوله : { ولا تحزن عليهم } , في غير موضع . 
وقوله : { لا تحزن إن الله معنا } 
والمنفي كقوله : { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .

فالحزن خمود لجذوة الطلب , وهمود لروح الهمة , وبرود
في النفس , وهو حمى تشل جسم الحياة .

 

وسر ذلك : أن الحزن موقف غير ميسر , ولا مصلحة فيه
للقلب , وأحب شيء إلى الشيطان : أن يحزن العبد ليقطعه
عن سيره , ويوقفه عن سلوكه , قال تعالى : 
{ إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا } .
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثه :
[ أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث , لأن ذلك يحزنه ] .
وحزن المؤمن غير مطلوب ولا مرغوب فيه لأنه من الأذى
الذي يصيب النفس , وقد طلب من المسلم طرده وعدم
الاستسلام له , ودحضه ورده ومقاومته ومغالبته بالوسائل 
المشروعة . 
 

فالحزن ليس مطلوب , ولا مقصود , ولا فيه فائدة , وقد 
استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : 
[ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ] .
فهو قرين الهم , والفرق بينهما : أن المكروه الذي يرد 
على القلب إن كان لما يستقبل أورثه الهم , وإن كان مضى 
أورثه الحزن , وكلاهما مضعف للقلب عن السير , مفتر
للعزم .
 

والحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش , وهو مصل سام
للروح يورثها الفتور والنكد والحيرة , ويصيبها بوجوم 
قاتم متذبل أمام الجمال , فتهوي عند الحسن , وتنطفىء
عند مباهج الحياة , فتحتسي كأس الشؤم والحسرة والألم . 
 
ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع , ولهذا يقول أهل
الجنة إذا دخلوها : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } .
فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن , كما
يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .
فإذا حل الحزن وليس للنفس فيه حيلة , وليس لها في 
استجلابه سبيل , فهي مأجورة على ما أصابها ؛ لأنه نوع 
من المصائب , فعلى العبد أن يدافعه إذا نزل بالأدعية
والوسائل الحية الكفيلة بطرده . 

 

فإن الحزن المحمود إن حمد بعد وقوعه - وهو ما كان سببه 
فوت طاعة أو وقوع معصية - فإن حزن العبد على تقصيره 
مع ربه وتفريطه في جنب مولاه : دليل على حياته وقبوله 
الهداية , ونوره واهتدائه .

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
( تحلق الروح عن الجسد حينا بعد حين لأن لها عالمها الذاتي، تستمد طاقة الأنوار من النور العظيم لتضيء الجوارح فيمضي كيانها على الأرض برفعة السماء.)  
( اذا تعمد الاخرين بفهمك بطريقة خاطئة لاتشغل نفسك بالتبرير انما ادر ظهرك واستمتع في الحياة ) 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصحف العربيه

راديو القران

المجد للقرأن