يعتقد كثير من الناس أن استخدام الأعشاب لعلاج بعض الأمراض هي ممارسة طبية سليمة ، إذ يسود اعتقاد أن تلك الأعشاب إن لم تنفع الإنسان فإنها لن تضره، إلا أن الحقيقة تدحض ذلك، فكثير من الأعشاب تحتوي على مواد سامة وقاتلة، حيث يمكن أن تفتك بالإنسان والحيوان.
الدراسات التاريخية تبين أن أول حادث للتسمم بالأعشاب وقعت قبل 900 عام قبل الميلاد، حيث حدثت مجاعة ولجأ بعض الأشخاص إلى إعداد حساء من بعض الأعشاب فماتوا بعد تناولها، وبعد ذلك عرف الإنسان التأثيرات السمية لبعض الأعشاب وتم إعداد سموم منها كما تم دهن بعض السهام والرماح بعصارة بعض الأعشاب لقتل الأعداء.
وتتفاوت الأعشاب في سميتها وفي تأثيرها في أجهزة معينة في جسم الإنسان فمنها ما يؤثر في الجهاز العصبي المركزي وبعضها يؤثر في الجهاز الدوري وبعضها في التناسل والعقم.
وتتركز المادة القاتلة الموجودة في الأعشاب في بعض أجزاء النبات كالأوراق او الأزهار او الجذور، وفي النادر تكون هذه المواد السامة في كامل النبات، اما المواد السامة والقاتلة في النباتات فهي مركبات كيميائية صنفت الى قلويدات alkaloids وجلوكوزيدات glycosides وكربوهيدرات curbohydrates وفلافونيدات flavonoids وعفصيات tannins وصابونينات saponins ونيتريت ونايترات titrates/nitrates واوكزلات oxalates وبروتينات هضمية واحماض امينية
Proteins ، pephides and aminc acids ومواد حساسة للضوء photosensitive agents.
Proteins ، pephides and aminc acids ومواد حساسة للضوء photosensitive agents.
لقد شاع خلال السنوات الماضية استخدام الأعشاب للتداوي، وقد ازداد وبشكل كبير عدد الأشخاص الذين يرجون لعدد كبير من الاعشاب للتداوي والذين يطلقون على أنفسهم صفا المتخصصين بالتداوي بالعشاب واطباء العشاب والعطارين المتخصصين وغيرها من الصفات التي تكسبهم صفة المعالجين ، واصبحنا نجد محلات مرخصة لبيع الأعشاب كذلك غزت إعلانات الأعشاب الصحف والقنوات الفضائية وغيرها.
لقد دى الاستخدام العشوائي لبعض الأعشاب الى اصابة عدد من الأشخاص الذين أصيبوا بالعقم والبعض بالسرطان وبعضهم أصيب بتليف في الكبد والفشل الكلوي وتخثر الدم وبعض النساء اصبن بعدم انتظام الدورة الشهرية وبعضهن اصبن بنزف مستمر بخلاف الاصابة بخلل في الاعصاب وضمور في المخ ومشاكل في الجهاز العصبي وهلوسة. وحدوث الكثير من الوفيات نتيجة الاستخدام العشوائي للأدوية العشبية التي يعود السبب فيها الى المعالجين الشعبيين والعطارين وبعض محلات التجميل والمشاغل الذين يبيعون أدوية للتخسيس والتسمين دون رقابة من الجهات المعنية مما ادى الى ظاهرة التسمم بالأدوية العشبية.
هذا وقد استغل كثير من الأشخاص الانترنت للترويج لوصفات عشبية خطيرة وبالأخص النسائية التي تؤثر في الحامل والمرضع والاطفال دون سن الخامسة.
يذكر ان كثير من الاعشاب يصعب تحديد مدى سميتها، فنبات السنفيتون قد يتباين في تركيبه وقد يحتوي على قليل من القلويدات البيروليزيدية ، وبعضها يحدث سرطان الكبد في الحيوانات وهو ما يفعله أيضا مركب السافرول العنصر الرئيس في لحاء جذور الساسافراس وعلى الرغم من خطر استعماله في الأغذية الا ان بعض المهتمين بالأعشاب يجادلون في سميته على الإنسان، ونظرا لان كثيرا من الأدوية العشبية لها تأثيرات ضارة فإنها عادة ما تصرف دون وصفة طبية ويجب الاخبار عنها، لذلك فقد تم توثيق عدد من النباتات ذات التأثير السمية والمستعملة في الادوية العشبية ويزداد احتمال حدوث هذه الاضرار اذا ما استعملت العلاجات العشبية بجرعات كبيرة او لمدد طويلة، ولكثير من الأعشاب تأثيرات معجلة للولادة مثل:مخلب الشيطان وزيت الفوتنج والرتم. وذلك مدعاة للقلق لان المزاعم بأن المنتجات العشبية مأمونة قد تشجع النساء في استعمالها اثناء الحمل. وقد يحدث تفاعل بين الادوية الكيميائية المصروفة من قبل الطبيب وبين الادوية العشبية وتصبح هذه التفاعلات اكثر اهمية اذا ما كان للأدوية العشبية تأثيرات قلبية او مدرة للبول او مضادة للتخثر او خافضة لضغط الدم او رافعه له، وقد تتفاعل الاعشاب المحتوية على قلويدات مثل الافدرا مع مثبطات اكسيداز احادي الامين على نحو خطير مسببة ارتفاع في ضغط الدم.
يشار الى أن عددا من النباتات السامة تتم زراعتها في الحدائق العامة، ومنها نبتة الدفلة الصفراء، والدفلة العادية، والبونسيان اوبونسيتيا، والحلوة المرة، وزنبقالوادي، والشطة الكاذبة، وعين الديك، ونبات كمار الاناتا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق