استعدادات دولية لغزو واستيطان القمر
منذ أن وصل الإنسان إلى القمر في ستينيات القرن الماضي، واستكشف سطحه، توالت الدراسات والأبحاث لاستكشاف جار الأرض والتابع الوحيد لها، فهبطت على سطحه عدد من المركبات وجالت في فلكه عدد من المسابر الفلكية، وتم وضع الخطط الطموحة لاستيطانه وتأسيس محطة مأهولة إلى سطحه لتكون نقطة انطلاق نحو الكواكب القريبة من الأرض.
وتعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من أكثر الجهات الدولية الساعية إلى الوصول من جديد إلى القمر والاستيطان على سطحه، حيث تسعى إلى البحث عن الماء على القمر والتعرف على طبيعة معادنه بل وتشييد منازل عليه تكون صالحة للاستيطان البشري، وناسا تضع لنفسها حد زمني لتنفيذ هذه المهام وهو عام 2020.
وتبين ناسا، انه سيتم نقل “المنزل القمري” إلى الفضاء بشكل يجعله قابلاً للفك والتركيب، بما يتيح لرواد الفضاء استخدام مكوناته في العديد من الأغراض، وهذا المنزل من تصميم مخترع ارجنتيني يدعى “بابلو دي ليون” حيث بين ، أن “ناسا” تسعى إلى الوصول للمريخ، إلا أن تجربة القمر، والقريب نسبياً من كوكب الأرض، قد تمثل اختباراً للبرامج التي قد تستخدم في رحلتها إلى المريخ.
وأضاف ليون أن “ناسا” تسعى للتأكد من سلامة كافة البرامج والأجهزة والتوصيلات، مشيراً إلى أنه سيتم تغطية “المنزل القمري” بتراب من القمر لتجنب الآثار السلبية لأشعة الشمس، حيث أن المهمة التي تعتزم “ناسا” تنفيذها قد تستغرق عاماً كاملاً.
مياه على القمر
بينت ثلاث بعثات فضائية منفصلة إلى القمر أن هناك أدلة واضحة على وجود المياه في سطحه، وتتركز المياه في قطبي القمر وربما تشكلت نتيجة الرياح الشمسية.
وذكرت الباحثة كارل بيترز من جامعة براون، أن المعطيات التي توصل إليها المسبار الهندي إلى القمر تثبت أن هناك أدلة على وجود كميات من المياه في سطح القمر، ويبدو أن المياه التي عثر عليها تتميز بكثافة عالية ومتركزة في المناطق القريبة من قطبي القمر.
يُذكر أن القمر معروف بأنه أكثر جفافا من أي منطقة صحراوية على كوكب الأرض، ويعود الفضل في اكتشاف آثار على وجود كميات من المياه إلى المعدات الأمريكية التي حملتها أول بعثة فضائية هندية إلى القمر.
الزراعة على سطح القمر
الزراعة على سطح القمر
تتطلع مراكز الأبحاث الى زراعة الخضار والفواكه لرواد الفضاء على سطح القمر، وقد أعلنت شركة “باراجن سبايس دفلبمنت” انها سوف تتعاون مع ناسا لإجراء تجارب لزراعة الخضار والفواكه والزهور على سطح القمر وفي محطة الفضاء الدولية، وقد تم تصميم ما يعرف بواحة القمر، وهي عبارة عن خيمة زراعية ذات شكل أنبوبي من الألمنيوم يمكن أن يتم وضعها على القمر من اجل زراعة النباتات فيها، وستطلق الخيمة المصغرة “اوديسي مون ليميتد” وهي شركة خاصة تعنى بتطوير رحلات البشر إلى الفضاء ، حيث ستحمل علي متنها بذور الكرنب وهي إحدى أنواع الملفوف، حيث اختيرت هذه البذور بالذات لأنها تنبت وتزهر في 14 يوماً، وتعتبر هذه الدورة السريعة ملائمة لتجارب على القمر.
وبين الباحث “جين جياكوميلي” وهو استاذ في قسم العلوم الطبيعية في جامعة اريزونا، في جنوب غرب البلاد حيث مركز الشركة، بأنه “مهتم جداً بهذا المشروع ، مشيرا إلي “ناسا” اقتطعت من الأموال المخصصة لدعم انظمة التجدد الحيوي في الفضاء، مما دفع بمعظم مراكز الأبحاث العاملة في هذا الحقل إلى الإقفال”.
ويعمل الأستاذ وتلامذته على خيمة شمسية خاصة بهم ، كما تعمل الجامعة في الوقت نفسه على “غرفة زراعية بدون تربة”، وذلك في موقع للمؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم في المحيط المتجمد الجنوبي.
ويضيف جياكوميلي ان الظروف في هذا الموقع من ارتفاع عن سطح البحر وانخفاض الضغط الجوي ورياح تجعل الحرارة تنخفض إلى مئة درجة مئوية تحت الصفر، تشكل “محاكاة ناجحة” للظروف على القمر.
وهذه الخيمة الزراعية تتواجد منذ أكثر من خمس سنوات في القطب الجنوبي، اشد المناطق برودة على كوكب الارض، وهي تسمح للباحثين هناك بتناول الطماطم والخس والفليفلة والفراولة، وتنتج الخيمة حوالي ثلاثين كيلوجراماً من الخضار أسبوعياً، أي ما يكفي لتحضير طبقين من السلطة يومياً لكل من العلماء الـ75.
الباحثون يؤكدون أن مثل تلك الأفكار والمشاريع ليست من قبيل الخيال العلمي، فالتكنولوجيا موجودة حاليا وانه يجب الاستعداد لمغادرة كوكب الأرض والتوطن في كواكب أخرى في حال حدث مكروه لكوكب الأرض وأصبحت الحياة متعذرة عليه، وفي هذه الحالة سوف يتم تطوير حياة على كواكب أخرى واستمرار بقاء الجنس البشري في الكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق