قررت أن أعرف أكثر عن هذا العالم الخطر والإجرامي وأدركت بعد الإطلاع على الكثير من المواقع أن لصوص البنوك في العادة ليسوا إلا أشخاصًا أغبياء ومُحَبَطِين، ولكن، بين حين وآخر، يُطل علينا لص بنوك ليقلب الأمور رأسًا على عقب.
وتبين أن البعض قد ولدوا ليكونوا لصوص بنوك بارعين، فهم دهاة، قساة القلوب ويتمتعون بذكاء حاد، بل وناجحون جدا في أحيان كثيرة. ولكن، لكل شخص مواهبه، وفيما يلي قائمة تضم عشرة من أخطر لصوص البنوك على مر العصور..
وتبين أن البعض قد ولدوا ليكونوا لصوص بنوك بارعين، فهم دهاة، قساة القلوب ويتمتعون بذكاء حاد، بل وناجحون جدا في أحيان كثيرة. ولكن، لكل شخص مواهبه، وفيما يلي قائمة تضم عشرة من أخطر لصوص البنوك على مر العصور..
جيمس ريتشارد فيرون
المبلغ المسروق: دولار واحد
يونيو 2011
لـ17 عامًا، ظل جيمس ريتشارد فيرون يعمل كموزع لدى شركة كوكا كولا. ولم يكن قد تورط في أي شبهة جنائية. قامت كوكا كولا بتسريحه لاحقًا، وبعد أن نال منه اليأس، عمل فيرون كبائع في أحد المتاجر، ولكن، وبعد فترة قصيرة، بدأ يعاني من مشاكل صحية سببت له آلامًا لا تحتمل. لم يكن فيرون يتمتع بتأمين صحي في عمله الجديد، ولذا، لم يكن هناك بدٌ من زيارة الطبيب. ولما أنه كان يفتقر إلى الموارد التي تضمن له التمتع بالتأمين الصحي، لجأ فيرون إلى الخيار الوحيد المتاح، ألا وهو سرقة البنوك. علم فيرون أن المجرمين القابعين في السجون يتلقون رعاية صحية شاملة، فاتجه إلى أحد البنوك وناول الصراف ورقة تفيد بأنه قد قام بسرقة دولارٍ واحدٍ من البنك. ثم أخبر الصراف، بهدوء شديد، بأنه سيجلس في صالة انتظار البنك حتى تصل الشرطة. وكما هو متوقع، وصلت الشرطة وقامت باعتقال فيرون بتهمة سرقة البنك. وهو الآن يقبع في السجن ويتلقى الرعاية الصحية، ولقد فاقمت هذه الحادثة من الجدل المثار حول قضية الرعاية الصحية والذي ظل محتدمًا لسنوات عدة. إن تكلفة الرعاية الصحية باهظة، ولكن فيرون قد نال كل ما يريد، وهو ما لم يفلح فيه الكثير من لصوص البنوك.
بوتش كاسيدي
المبلغ المسروق: 20.000 دولار
1889
كان بوتش كاسيدي مجرما محترفًا صنع لنفسه اسمًا في عالم لصوص الغرب القديم عبر نهب القطارات والمزارع على امتداد شبكة محكمة من المخابئ. إلا أن السطو على بنك سان ميغيل فالي في تيلوريد، كولورادو في سنة 1889، يعد بالفعل واسطة العقد في مسيرته الإجرامية، وربما يكون السبب وراء المكانة التي يحظى بها في عالم الإجرام. السطو العدواني من قبل بوتش على البنك يتماشى مع كافة التوصيفات المنطبقة على حادثة سرقة كلاسيكية لأحد بنوك الغرب القديم, دخل كاسيدي برفقة ثلاثة لصوص ملثمين إلى البنك وهم يحملون أسلحة نارية، واستولوا من القبو على مبلغٍ قدره 20.000 دولار، ثم امتطوا ظهور أحصنتهم وانسلّوا بسرعة البرق. بعد بضع سنوات، اشترى بوتش مزرعة في يوتاه، قبل وقت قصير من اعتقاله بتهمة سرقة أحصنة في ويومينغ. ومنذ ذلك الحين، أخذ بوتش يتردد على السجن لارتكابه عدة جرائم تليق بالغرب القديم. وأخيرًا، رأى بوتش أنه قد طورد من قبل مارشالات الولايات المتحدة بما فيه الكفاية، فاتجه إلى أمريكا الجنوبية ليواصل رحلته في عالم الإجرام. وفي عام 1908، سرق بوتشي بغلا من ساعي بنك بوليفي. قامت الشرطة البوليفية بملاحقته حتى مخبأه وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النار. أصيب بوتش أثناء تبادل إطلاق النار، وبدلا من الاستسلام للسلطات البوليفية، قام بالانتحار.
جون ديلينجر
المبلغ المسروق: 76.000 دولار
1933
يعد جون ديلينجر صاحب السجل الأسوأ بين جميع لصوص البنوك الذين عرفتهم أمريكا، ذلك لأنه كان أهدأ لص على وجه الأرض. لم يكن ديلينجر أحمق، غير أن أسلوب بوتش كاسيدي في السرقة كان قد عفّى عليه الزمن. فلقد أصبحت البنوك أكثر تأمينًا من ذي قبل، وصار الدخول إلى البنوك وسرقة ما فيها أمرًا شبه مستحيل في ظل وجود أنظمة مراقبة وتوازن محكمة .. كان ديلينجر مخططًا ماكرًا, كان يضع خططًا محكمة بهدف الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالبنوك وكان يدرس مواقع هذه البنوك بدقة. في بعض الأحيان، كان يقف كبائع أجهزة إنذار للبنوك حتى يتسنى له الوصول إلى المعاملات الداخلية للبنك. وفي بعض الأحيان كان يدعي أنه مخرج أفلام يبحث عن مواقع محتملة لفيلم قادم يتناول سرقات البنوك. وبعد أن يتمكن من الدخول إلى البنك وجمع كل المعلومات الضرورية، يجتاح البنك مع جماعته ويقوم بتنفيذ السرقة كاملة في وقت قصير جدا. كانت السرعة عنوان لعبته، وكان جيدُا في هذا. تمثلت خبطة ديلينجر الكبرى في سرقة البنك الوطني المركزي في إنديانا، والتي خرج منها بما يقرب من 78.000 دولار نقدا. وأخيرا تم اللحاق به وقتل على يد المباحث الفيدرالية ، يقدر حجم المبالغ التي قام بسرقتها طوال مسيرته ببضع مئات الآلاف من الدولارات استولى عليها من بنوك متعددة على امتداد الغرب الأوسط. باختصار، كان جون ديلينجر هادئًا إلى درجة أن جوني ديب وحده هو من يمكن أن يجسد شخصيته وهذا ما حدث فعلا في فيلم Public Enemies الرائع عام 2009.
بوني وكلايد
المبلغ المسروق:غير معروف
1930-1934
الكل يعرف من هما بوني وكلايد، ذلك لأنهما قد شغلا العالم خلال ظهورهما القصير كأشهر عاشقين في مجال سرقة البنوك في أمريكا. كانا بمثابة (براد بيت وانجلينا جولي) بين لصوص البنوك في أوائل الثلاثينيات. لأربع سنوات هي مدة المسيرة الإجرامية لبوني وكلايد، انتشرت جرائمهما على امتداد الغرب الأوسط وتضمنت سرقات بنوك، والسطو على محطات وقود، وسرقة سيارات، وما لا يقل عن عشر جرائم قتل بدم بارد. كان كلايد بارو القوة الدافعة وراء مغامرات الزوجين الجديرة بتصدر مانشتات الصحف، بينما كانت بوني باركر صريعة الحب التي ظلت ترفض أن تترك حبيبها وحده. وأخيرًا، قتل الزوجان المجرمان بالرصاص في شرك نصبه ضباط شرطة لويزيانا، والذين باغتوا طائري الحب عتيدي الإجرام وأفرغا ما يفوق 125 رصاصة في العربة التي كانا يستقلانها. قيل إن بوني وكلايد قد أصيبا بخمسين رصاصة، وعانى كل واحد منهما من جروحا مميتة.
لاري فيليبس وإيميل ماتاسريانو
المبلغ المسروق: 303.000 دولار
1997
لعلكم تذكرون المعركة التي دارت بين فيليبس و ماتاسيرانو مع قوات الشرطة بعد سطوهما على أحد البنوك في 1997، ذلك لأنها كانت واحدة من بين أولى معارك السطو على البنوك التي يتم تصويرها بالكامل وبثها تلفزيونيا على الهواء مباشرة. تجشم كل من فيليبي وماتاسيرانو المشاق ليضمنا أن عملية سرقة البنك التي سيقومان بها ستمر دون عقبات. دخلا إلى البنك المستهدف في شمال هوليوود، كاليفورنيا وكل منهما يحمل 5 أسلحة آلية معدلة غير مرخصة. وما أن استوليا على مبلغ 303 ألف دولار من قبو البنك، حتى شرعا في الهرب من الشرطة، والتي كانت قد وصلت للتو إلى موقع الحدث. على بعد بضعه أبنية، قرر فيليبس وماتا سارينو الدخول في معركة مع الشرطة. كان كلا اللصين مدرعًا بقميص واق من الرصاص، وحبوب مهدئة للأعصاب، وشحنة هائلة من الذخيرة (1.300 رصاصة مخترقة للبدل الواقية)، وتبادلا إطلاق النار مع الشرطة، وتفوقا إلى حد كبير لبضع ساعات قبل أن يستسلما للجروح التي تلقياها أثناء المعركة العنيفة. قتل فيليبس نفسه أخيرًا أثناء المعركة وتوفي ماتاسيرانو متأثرًا بجراحه بعد وقت قصير من القبض عليه. أوعزت هذه الحادثة إلى قوات الشرطة على امتداد البلاد بصرف ذخيرة مخترقة للبدل الواقية من الرصاص لضباطهم الميدانيين.
ستانلي مارك ريفكين
المبلغ المسروق: 10.2 مليون دولار
1978
كان ستانلي مارك ريفكين يعمل متعهدا لتطوير نظام احتياطي لغرفة الاتصال في بنك الباسيفيك الوطني في لوس أنجلوس. كان وغد كومبيوتر، ولكنه كان وغدًا ذكيًا وماكرًا. أدرك بعد زمن قصير من تسلمه لعمله في البنك أن وكلاء التحويلات النقدية يتركون رمز التحويل البنكي مدونا في الغرفة الخلفية، فتذكره ريفكين، ثم قام بتحويل مبلغ قدره 10.2 مليون دولار إلى حسابٍ كان قد أنشأه لدى أحد البنوك السويسرية. لم يكتشف مسئولو البنك السرقة التي تعرض لها إلا بعد مرور 8 أيام. بعد زمن قصير من إنجاز سرقة البنك التي كانت في زمن ما الأكبر من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، أنفق ريفكين بعض المال في شراء جواهر روسية تقدر قيمتها ب8 ملايين دولار. وعاد بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لبيع الجواهر، ولكن متعاملا ماليًا أبلغ المباحث الفيدرالية عنه وتم اعتقاله بعد ثلاثة أسابيع من وقوع حادثة السرقة
ديفيد سكوت غانت
المبلغ المسروق: 17 مليون دولار
1997
كان ديفيد سكوت غانت يعمل سائقًا لمركبة مصفحة ومراقب قبوٍ في لوميس فارغو. تمثل عمله في نقل كميات كبيرة من النقود إلى البنوك والتأكد من وصولها بأمان إلى البنك. إنه العمل المثالي لكل من يريد سرقة بنك. تآمر غرانت مع أحد أصدقائه لسرقة بنك ضخم، وكانت المهمة بسيطة للغاية: بدلا من نقل الأموال إلى قبو البنك، يقوم بنقل 17 مليون دولار إلى عربة فان، ثم يفر إلى المكسيك بينما ينسل شريكه بالعربة المحملة بالنقود. وبعد ذلك، يقوم شريكه بإبراق المال إليه ريثما تصبح عودة غرانت إلى أمريكا مأمونة. أغرب ما في الأمر أنه قد جرى على النحو الأمثل. في واقع الأمر، تبين أن مبلغ 17 مليون دولار كان أكبر من أن يتم نقله. اضطر شريك غانت إلى ترك 3 مليون دولار في العربة لأن نقلها إلى عربة أخرى سيستغرق منه وقت طويل جدا. في النهاية، وبالرغم من ذلك، تمكنت المباحث الفيدرالية من القبض على غانت بمساعدة السلطات المكسيكية، وبمجرد أن تمكنوا من غانت كان من السهل عليهم أن يعثروا على شريكه ويستعيدوا أغلب الأموال التي قاما بسرقتها.
ألين بيس
المبلغ المسروق: 19 مليون دولار
1997
كانت سنة 1997 حافلة بسرقات البنوك، وخاصة سرقات البنوك باستخدام العربات المصفحة. كان ألين بيس مفتش سلامة إقليمي لعربات دونبار المصفحة. تمثل عمله في الطواف بمرافق العربات المصفحة والتأكد من أنها تلتزم ببروتوكولات السلامة المناسبة، ولكن عندما زار مخزن دونبار للعربات المصفحة، استغل تصريح الدخول الحصري للمرفق ليشرع في التخطيط لسرقة هائلة. التقط مئات الصور للمخزن، وقام بإعداد مخططات تفصيلية ورسوم تخطيطية، وتكبد المشاق ليتأكد من أن سرقته ستتم دون عوائق أو عقبات. جمع بيس مجموعة من الأصدقاء وتسللوا إلى المستودع وقاموا بتقييد حراس الأمن بأشرطة لاصقة لاصق متحاشين جميع أجهزة التصوير الموجودة في المرفق. ثم قام بشحن 19 مليون دولار نقدا في شاحنة وانطلق بها. ظل بيس وفريقه يلتزمون الحذر في أعقاب سرقتهم. ورفعوا الشبهات عن أنفسهم جيدا عبر غسل الأموال من خلال صفقات تجارية وهمية وأعمال مزيفة. ومع ذلك، وقع أحد رفاق بيس عندما أعطى متعاملا ماليا كومة من الفواتير التي كانت لم تزل مربوطة بسير النقد البنكي. ارتاب المتعامل في الأمر وقام بإبلاغ السلطات، والتي قامت على الفور بنسب السرقة إلى بيس. ولكن، لم تتم استعادة سوى نصف الأموال المسروقة. ولم يزل نحو 10 مليون دولار من جملة الأموال المسروقة مفقودة.
عصابة مجهولة
المبلغ المسروق: 20 مليون دولار
1976
في عام 1976، استهدفت مجموعة من جماعات حروب العصابات بنك الشرق الأوسط البريطاني في بيروت. تسلل أفراد الفريق عبر جدار كنيسة كاثوليكية مجاورة ليتمكنوا من الدخول إلى البنك، ثم أرسلوا فرقة من المحترفين للقيام بالعمل. وبمجرد فتح القبو، شرعوا في تحميل الغنيمة في الشاحنات. ظل البنك مغلقًا طوال اليومين التاليين، فكان لدى العصابة الكثير من الوقت لتحميل نحو 20 مليون دولار نقدًا وما قيمته نحو 30 مليون دولار من الذهب والمجوهرات والأسهم والسندات وفروا كقطاع طرق محترفين. لم يتم الكشف أبدا عن الرؤوس المدبرة لهذه السرقة، برغم أنه قد تمت استعادة كمية لا بأس بها من الأموال والبضائع المسروقة.
جنود صدام حسين
المبلغ المسروق: مليار دولار
2003
في سنة 2003، اجتاحت القوات الأمريكية والبريطانية العراق بهدف محدد هو إسقاط صدام حسين، ومع اقتراب القوات الغازية من قصره. أغار رجال صدام على بنك العراق الوطني واستولوا عنوة على ما يقرب من مليار دولار نقدا قبل أن تقتحم القوات الأمريكية بغداد. حدث هذا كله في وضح النهار، وكان هناك عدد كبير من شهود العيان، ولذا كان الأمريكان على علم تام بما قد حدث. عثر على كميات كبيرة من النقود الورقية خلال الأشهر الثلاثة التالية في مواقع رئيسية في معاقل النظام، بما في ذلك مبلغ 650 ألف دولار نقدا تم الاستيلاء عليها من قصر صدام، برغم حقيقة أن المدينة بأكملها قد سلبت عند تلك النقطة. في النهاية، تم جمع كمية مقدرة من المال وإعادتها إلى البنك (أو ما بقي منه على أية حال). من الصعب أن يتمكن أحد من سرقة ما يفوق على مليار دولار دفعة واحدة، ولكن إذا كان هناك شيء واحد تعلمناه من لصوص البنوك، فهو أنهم لن يكفوا عن إدهاشنا.
أتمنى أن أكون وفقت في تقديم ما يعجبكم ..
على أمل أن التقي بكم في موضوع جديد
وتقبلوا أجمل تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق