نتساءل كثيراً في وطننا العربي عن سبب عدم وجود شركات كبرى خاصةً في عالم التقنية
واليوم سأجيبكم عن هذا السؤال بنموذج لشركة نعرفها جميعاً لكننا لا نعرف عنها أي شيء !!
ليست في أمريكا ولا أوروبا بل في دولة صغيرة في أقصى شرق آسيا
ومع ذلك فأرباح هذه الشركة تفوق أرباح ميكروسوفت وجوجل وآبل مجتمعين!!
إنها شركة سامسونج:
هل تعلم أن عدد العاملين في شركة سامسونج يبلغ أكثر من 344,000 شخص؟!!
وأن أرباحها في عام 2010 فقط فاقت 220 مليار دولار!! .. أي ضعف الدخل القومي لدول عربية كاملة كقطر والكويت والمغرب والعراق !!
وأننا إذا اعتبرنا سامسونج دولة سيكون ترتيبها رقم 35 في أكبر اقتصاديات العالم حسب إحصائيات عام 2006!!
لنأخذ رحلة عبر هذا الموضوع لقصة نجاح شركة بدأت بحلم رجل يبيع الأرز والسكر:
من الأرز والسكر إلى صناعة المستقبل!
كانت بداية شركة سامسونج مختلفة عن أي شيء يمكننا توقعه
فبدأت عام 1938 حين أنشأ بيونج شول لي متجراً لبيع الأرز والسكر وأسماه “سام-سونج”:
تعني سام سونج بالكورية “النجوم الثلاثة” والتي قصد بها بيونج المبادئ الرئيسية التي أنشأ شركته من أجلها:
- أن تكون كبيرة.
- أن تكون قوية.
- أن تبقى للأبد.
وهذا ما نفذه بالفعل فحين تحول العالم إلى التكنولوجيا الاستهلاكية
دخل فيها بقوة تاركاً الأرز والسكر!
فبدأت سامسونج في صناعة أجهزة التلفاز والغسالات والثلاجات
ودعمتها بعروض مبتكرة في طرق الدفع والضمان بعد البيع
فاستطاعت أن تغزو العالم كله بصناعتها تلك!
دولة صغيرة!
لا توجد مقرات شركة سامسونج في مبنى أو عدة مباني بل في مدن كاملة
فتملك شركة سامسونج ثماني مدن في كوريا الجنوبية باسم “مدن سامسونج الرقمية”
وهي مدن متكاملة يعمل فيها موظفو الشركة وتحوي بنوكاً ومستشفيات وعيادات وملاعب ومطاعم!!
أما عن الدخول والخروج من هذه المدينة فيشبه المرور بنقطة حدودية بين دولتين!
السيارات يتم تفتيشها والحقائب تمر عبر أجهزة الكشف الأمنية
ولا يمكنك إخراج أي أجهزة إلكترونية خاصة من الشركة كجهاز موبايل أو كاميرا أو لابتوب أو بطاقة ذاكرة!!
ما تستخدمه داخل الشركة يبقى داخل الشركة!
فخورون في سامسونج!
الطريف أن تدريب الموظفين الجدد في سامسونج لا يقتصر فقط على الجانب التقني والمهني
بل يتم تدريبهم على العمل الجماعي من خلال عرض مدهش يقوم به الوظفون الجدد كل عام
وإليكم أحد هذه العروض المبدعة:
المشاركون في هذا العرض ليسوا طلبة مدارس ولا رياضيين
بل مهندسين وفنيين وإداريين يعملون في شركة سامسونج، والشعار: فخورون في سامسونج!
جيش من الباحثين!
هل تعلم أن شركة سامسونج وحدها تضم 50,000 باحث؟ ..
أي ما يساوي مجموع عدد الباحثين في دولة كمصر في كل المجالات
وضعف عدد الباحثين في الأردن
و4 أضعاف عدد الباحثين في السعودية! *4
يعمل باحثو سامسونج في مباني تعادل سريتها وإجراءاتها الأمنية ما يحدث في أعتى المؤسسات العسكرية
ولا يمكن لأي شخص غريب كائناً من كان أن يرى ما يحدث داخل هذه المراكز
حرصاً على الأسرار الصناعية التي تساوي المليارات.
معك بعد العمل!
لا تشغل سامسونج نفسها بموظفيها أثناء فترات العمل فقط بل لما بعد ذلك
فتنتشر وحدات سكنية فاخرة للشركة في كل أنحاء كوريا الجنوبية كهذه المباني:
وفيها توفر الشركة لموظفيها مساكن فاخرة ووسائل مواصلات تنقلهم من وإلى الشركة
ومدارس لأطفالهم وحافلات كهربائية لتقل الأطفال للمدارس
وهي مدارس تابعة للشركة لكنها تدار بواسطة وزارة التعليم في كوريا الجنوبية.
الابتكار بضغطة زر!
بجيش من الباحثين وشركة تفوق أصولها 343 مليار دولار يمكنك صناعة أي شيء!
ولا إثبات أوضح مما فعلته سامسونج في سوق الهواتف الذكية
فلم تكن الشركة تعطي لهذا المجال أهمية تذكر في السابق وهو خطأ تداركته الشركة سريعاً
وعندما اهتمت به اكتسحت كل منافسيها:
ففاقت مبيعات الشركة هذا العام مبيعات نوكيا وآبل لتصبح الشركة الأولى في سوق الهواتف الذكية في العالم
فضلاً عن دخولها سوق الأجهزة اللوحية بقوة أيضاً!!
ليست مجرد شركة لصناعة أجهزة التلفاز!!
يظن الكثيرون منا أن شركة سامسونج مختصة بصناعة أجهزة التلفاز وأجهزة الموبايل فقط
لكن هل تعلم أن مجموعة سامسونج تضم داخلها عدة شركات كبرى؟ ، وهذه بعضها:
- سامسونج للإلكترونيات:
وهي الشركة التي نعرفها جميعاً وهي أكبر شركة لصناعة تكنولوجيا المعلومات في العالم.
- سامسونج للصناعات الثقيلة:
وهي ثاني أكبر مُصنّع للسفن في العالم.
- سامسونج الهندسية وسامسونج C&T:
شاركت إحدى هاتين الشركتين في بناء برج خليفة في دبي وبرج تايبيه 101
وهما الشركتين رقم 35 و72 في قائمة كبرى شركات البناء في العالم!
- سامسونج للسيارات:
هي الشركة التي اشترت منها رينو الفرنسية 70% من أسهمها.
كل ذلك بجانب عدة شركات أخرى كسامسونج للتأمين
(الشركة رقم 14 في قائمة كبرى شركات التأمين في العالم)
وسامسونج للأمن وشركة شيل للدعاية
(رقم 19 في قائمة كبرى شركات الدعاية في العالم) إلى آخره!!…
كن أنت التغيير الذي تريده للعالم!
ما لفت انتباهي في قصة هذه الشركة بجانب كل هذه الأرقام والحقائق المدهشة هي الطريقة التي بدأت بها، فلم يحتاج هذا البناء المدهش لأكثر من شخص آمن أنه يستطيع تغيير العالم فبدأ ببيع الأرز والسكر!
قصة نجاح سامسونج هي قصة نجاح شخص اسمه بيونج شول لي
قد لا يعرفه الكثيرون منا لكن بصمته توجد في منازل مئات الملايين حول العالم!
كن أنت التغيير الذي تريده للعالم!
وختاماً أترككم مع هذا الفيلم الوثائقي لأول قناة أجنبية تدخل إلى عالم سامسونج:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق