طيبة: وادى الملوك
نذكر دائماً أن المصريين القدماء كانوا ينظرون إلى الموت كأنه غروب لحياة الناس، وبالتالى كانوا يمارسون حياتهم العادية فى الضفة الشرقية، ويدفنون موتاهم فى الضفة الغربية. وقد بدأوا فى دفن الموتى فى "سقارة" و"دهشور" و"أهرام الجيزة". لكن بمرور الوقت اكتشف الملوك وكبار القوم أن قبورهم تُنهب وتُسرق. وارجع بعض مستشاريهم هذا الأمر إلى أن المصاطب والأهرامات تدل بشكل واضح على مكان المقبرة، وبالتالى تُصبح هدفاً سهلاً للسرقة. ولذلك عندما جاء عصر الدولة الحديثة اكتشف المهندسون أن جبال الضفة الغربية وتعاريجها تصلح لتصميم مقابر الملوك بعد حفر حجراتها ودهاليزها فى باطن وأسفل الجبل. لكن هل وضعوا بذلك نهاية لعمليات النهب والسرقة، بالطبع لا .. ولكن تُعد مقبرة الملك "توت عنخ آمون" استثناء لذلك، فقد بقيت محتوياتها سليمة ولم تمتد إليها أيدى اللصوص.
وادى الملوك
توجد أكثر من 60 مقبرة فى وادى الملوك، تتفاوت فى الحجم من مقبرة صغيرة محفورة على هيئة حجرة واحدة وغير مكتملة، إلى مقبرة كاملة وواسعة بها أكثر من 110 حجرة وممر! ومعظم هذه المقابر وُجدت محتوياتها مسلوبة عند إعادة اكتشافها، ولكن القليل منها مثل مقبرة "توت عنخ آمون" (رقم 62 بوادى الملوك) ومقبرة "يويا وثويا"Yuya and Thuya (رقم 46) عُثر بها على آلاف المصنوعات اليدوية الثمينة. وبعض هذه المقابر كانت معروفة ومتاحة للزيارة فى العصور القديمة، كما تشهد بذلك الرسومات اليونانية واللاتينية بها. وبعضها اُكتشف فقط فى الـ 200 سنة الأخيرة.
وفى الحقيقة هناك واديان للملوك، واحد شرقى وواحد غربى. يحتوى الوادى الشرقى على أغلب المقابر، وهو الأكثر زيارة من قبل السياح الذين يفدون إلى المنطقة. لكن الوادى الغربى يغطى مساحة أكبر وربما يحتاج إلى المزيد من التنقيب والاستكشاف. وتوجد بالوادى الغربى مقبرتان ملكيتان، واحدة خاصة بـ"أمنحتب الثالث" (المقبرة رقم 22) والأخرى خاصة بـ"أى" Ay (رقم 23).
وادى الملوك.
مومياء عُثر عليها فى مقبرة "يويا وثويا"، و"يويا وثويا" هما والدى الملكة "تى" زوجة "أمنحتب الثالث".
الملك "أمنحوتب الثالث" صاحب المقبرة رقم 22 بوادى الملوك.
مقبرة الملك توت عنخ آمون
مدخل مقبرة "توت عنخ آمون" بوادى الملوك.
خريطة لمقبرة "توت عنخ آمون".
مقبرة الملك "توت عنخ آمون" فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر
هى المقبرة رقم 62 وهى خاصة بالملك الشهير "توت عنخ آمون" من الأسرة 18، وتعد أشهر وأغنى مقبرة فى العالم، تجمَّع فيها قدر كبير من النفائس والآثار الرائعة التى أذهلت العالم. ولقد ساعدت بعض الظروف على بقاء هذه المقبرة سليمة من عبث اللصوص، نظراً لبناء مقبرة أخرى بجوارها غطت على مدخلها فاختفت عن الأنظار.
لقطات من حجرة الدفن لمقبرة "توت عنخ آمون" حيث المخدع الذى به تابوت الملك.
لقطة لـ"هوارد كارتر" خرجاً من مقبرة "توت عنخ آمون" التى اكتشفها سنة 1922.
وقد تم الكشف عن هذه المقبرة فى 4 نوفمبر سنة 1922 بمعرفة الإنجليزى اللورد "كارنارفون" Lord Carnarvon ومساعده البريطانى "هوارد كارتر" Howard Carter، حيث عُثر على الأثاث الجنائزى كاملاً (أكثر من 5000 قطعة). وقد حُفرت المقبرة فى منخفض وادى "رمسيس السادس" الذى بنى مقبرته بجوار مقبرة "توت عنخ آمون"، فكان ذلك من العوامل التى ساعدت على حفظ مقبرة "توت عنخ آمون" سليمة بعيداً عن أعين اللصوص.
مقبرة "توت عنخ آمون" عند اكتشافها.
فقد حدث أنه لما هُدمت بعض الأبنية ظهرت من تحتها حفرة قليلة العمق تؤدى إلى سلم (درج) محفور فى الصخر إلى عمق 13 قدماً. وكان فى نهايته باب مُحكم الإغلاق هو مدخل المقبرة الآن، وهو يوصل بدوره إلى ممر منحدر ينتهى بباب آخر كان مغلقاً كذلك. فلما فُتِح الباب الثانى أيام الكشف ظهرت حجرة، وقبل أن نصف محتوياتها نذكر أن الملك "توت عنخ آمون" كان سعيد الحظ لأن آثاره بقيت على الرغم من أنه كان صغير السن بين الفراعنة، وتولى الحكم بعد وفاة أخويه "إخناتون" و"سمننخ كارع"، ولم يستمر عهده غير ثمان أو تسع سنوات. وإذا كان هذا الثراء، وهذا الفن فى مقبرة ملك مغمور، فلنا أن نتصور ما كانت عليه مقابر الملوك العظام أمثال "خوفو"، و"تحتمس" و"أمنحتب" وغيرهم قبل أن تسرق وتُنهب. ولكن ما نعرفه الآن أن مقبرة الملك "توت عنخ آمون" هى أعظم وأثرى مقبرة فى العالم الآن، وما بها من كنوز وفن خير شاهد على ذلك.
وعند فتح الباب الثانى للمقبرة أيام الكشف ظهرت حجرة متسعة تكدس فيها الأثاث فوق بعض. وقد طُلى أكثره بالذهب البراق، ومن بينه صناديق جميلة مُطعمة بالعاج والأبنوس، وأخرى عليها منظر للصيد والحرب، وبعض الكراسى، والأسرة، وعربات ملكية، وأوانى مرمرية، وتماثيل من مختلف الأشكال والألوان، وتوجد معظم هذه الأشياء الآن فى المتحف المصرى بالقاهرة.
التمثالان اللذان يمثلان الملك "توت عنخ آمون".
وكان عند نهاية تلك الحجرة على يمين الداخل تمثالان من الخشب المدهون كأنهما يحرسان محتويات الحجرة الثانية. وقد نقل هذان التمثالان وهما للملك "توت عنخ آمون" أيضاً إلى المتحف المصرى بالقاهرة.
إن الحجرة الثانية هى حجرة الدفن، والتى وُجِد بها أربع مقاصير بعضها داخل بعض من الخشب المغطى بصفائح الذهب. وكانت تحيط بالتابوت الحجرى الذى مازال فى مكانه للآن. وقد كان بداخل هذا التابوت ثلاثة توابيت على هيئة آدمية أصغرها من الذهب الخالص يزن حوالى 110 كيلوجرام ويوجد حالياً بالمتحف المصرى.
القناع الذهبى للملك "توت عنخ آمون" (المتحف المصرى بالقاهرة).
ولا تزال مومياء الملك محفوظة فى مكانها مع أحد التوابيت الخشبية المغطاة برقائق الذهب. وتوجد رسوم جميلة على حوائط الغرفة منها رسم "لتوت عنخ آمون" ويظهر خلفه على العرش "آى" Ay الذى أصبح ملكاً بعد "توت عنخ آمون"، وهو يرتدى ملابس الكهنة ويقوم بالطقوس الدينية الخاصة بعملية فتح الفم لمومياء الملك. وهناك صورة "لتوت عنخ آمون" وهو يقف فى وسط الجدار بين يدى "نوت" (إلهة السماء) التى تصنع الصحة والحياة. أما على الجدار الأيمن فهناك منظر المقصورة التى كانت تحوى جثمان الملك "توت عنخ آمون" محمولة على زحافة يجرها النبلاء ورجال الحاشية، وعلى الجدار الأيسر توجد بعض النصوص الخاصة بكتاب ما فى "العالم السفلى"، وهناك عدد من القردة المقدسة يتوسطها الجعران.
واحدة من القطع الذهبية العديدة التى عُثر عليها فى مقبرة "توت عنخ آمون"، والتى تمتاز بدقة وروعة التصميم والتنفيذ.
وتوجد غرفة جانبية صغيرة تتصل بغرفة الدفن، كما توجد حجرة مماثلة تتصل بالبهو الخارجى. وكان بهما بعض الأثاث الجنائزى، والآنية الخاصة بحفظ الأمعاء، وغيرها من محتويات المقبرة الهامة.
انظر أيضاً: كنوز توت عنخ آمون - قلادة إله الشمس - بوق توت عنخ آمون
مقبرة الملك سيتى الأول رقم 17
مدخل مقبرة "سيتى الأول" بوادى الملوك (على اليسار).
لقطة من داخل مقبرة الملك "سيتى الأول".
مقبرة الملك "سيتى الأول" فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر
اكتشفها "بلزونى" Belzoni, Giovanni Battista عام 1815. والملك "سيتى الأول" هو ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشرة (حوالى 1300 ق.م) ومقبرته خير نموذج للمقابر الملكية فى عهد الدولة الحديثة. وهى محفورة فى الصخر، ويبلغ عمقها حوالى 30 متراً، ونقوشها على جانب كبير من الجمال، ومنها نصوص ورسوم نُقلت عن الكتابين المسميين "ما فى العالم السفلى والبوابات". وتخلل هذه النقوش فى بعض أجزائها رسوم بارزة كبيرة تُمثل الملك وهو يتعبد أمام الآلهة التى تستقبله وترحب به ..
صورة "لأوزوريس" من مقبرة "سيتى الأول" (المقبرة 17 بوادى الملوك).
وتُعد هذه المقبرة المنحوتة فى صخر جبل وادى الملوك من أهم المقابر، لأنها تضم أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف. ومن أبرز ما فيها السقف الذى يبدو وكأنه يغطى العرش ويبين ما حظى به الإله "رع" من علاقة متميزة. وبعد بضع مئات من الأمتار ينتهى الدهليز إلى قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية. وقد أعد فى وسط هذه القاعة مكان منخفض لوضع تابوت الملك المصنوع من المرمر، وللأسف نُقل هذا التابوت إلى أحد متاحف لندن.
مشهد لمجموعات النجوم والأبراج Constellations من مقبرة "سيتى الأول".
ويغطى هذا الجزء من القاعة قُبة، تبدو كالسماء وهى بلون أزرق قاتم معتم كالليل، وعليها أبراج الشمس المعروفة بشكل الحيوانات التى ترمز إلى تلك الأبراج. وهناك قاعة مُلحقة صُنعت حولها مقاعد من حجر. وكان الغرض منها تخزين الأثاث. وجدرانها مُغطاة بنقوش جميلة تُمثل الشمس فى رحلتها إلى العالم الآخر. وتوجد أيضاً حجرتان جانبيتان نُقشت جدرانها بنقوش دينية مازالت ألوان بعضها واضحة. أما عن يمين البهو فتوجد حجرة جانبية أخرى نُقشت على جدرانها قصة هلاك البشرية، وهى تقص كيف غضب الإله "رع" على شعبه حينما ضحكوا عليه عندما أصبح عجوزاً، وأصبحت عظامه كالفضة ولحمه كالذهب، وشعره كاللازورد (أزرق). لذلك جمع مجلساً من الآلهة ليستشيرهم فى كيفية الانتقام من هذا الشعب الغادر. فأشار عليه جده "نون" (البحر العظيم) أن يرسل عبدته "حتحور" فى صورة اللبؤة "سخمت" لتفتك بهم.
منظر للإلهة "حتحور" على شكل بقرة داخل مقبرة"سيتى الأول"؛ وعلى اليسار رسم حديث رسمه "روبرت هاى" لنفس مشهد البقرة "حتحور" ولونه بألوان مائية ساطعة فى محاولة منه لتخيل الألوان الأصلية للوحة التى بهتت مع الزمن.
وفعلاً أخذت هذه الإلهة تفتك بالناس حتى سالت الدماء أنهاراً، فأشفق الإله "رع" على رعاياه وأمر عبدته أن تكف عن قتلهم، وتحايل عليها حتى كفت أذاها عنهم، وبذلك نجا العالم من الهلاك. لكن الإله "رع" سئم الحكم على الأرض فارتفع إلى السماء على ظهر "نوت"، ولكنها خافت فأسرع إليها الإله "شو" رب الهواء، ورفعها فوق كفيه، وهذا يمثل المنظر الموجود بالمقبرة.
انظر أيضاً: معبد "أبيدوس" الذى بدأ بناءه الملك "سيتى الأول"
مقبرة امنحوتب الثانى رقم 35
خريطة لمقبرة الملك "أمنحتب الثانى" رقم 35 بوادى الملوك.
زيارة لمقبرة الملك "أمنحوتب الثانى" بـ"وادى الملوك"
إنه الملك "أمنحوتب الثانى" (وتُكتب أيضاً "أمنحتب الثانى") سابع ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وابن الملك "تحتمس الثالث" الجد العظيم للملك "توت عنخ آمون". والملك "امنحوتب الثانى" له عدة منشآت بـ"الكرنك" و"أرمنت" وبلاد أخرى فى الصعيد. ولقد أمر بإنشاء معبد جنائزى ولكن للأسف لا يوجد أى شئ عنه. وزخارف هذه المقبرة قليلة جداً، وبها بعض المشاهد الإلهية ونُسخة كاملة من أحد الكتب الهامة فى عقيدة الفراعنة - "كتاب أمدوات" Book of Amduat. وقد اكتشف هذه المقبرة أحد الأجانب واسمه "فكتور لوريه" عام 1898.
لقطة للتابوت الحجرى للملك "أمنحوتب الثانى" فى مقبرته بوادى الملوك.
وهلى تتألف من ممر شديد الانحدار ينتهى ببئر كاذبة لتضليل اللصوص ولحماية المقبرة من الأمطار الغزيرة. وبعد هذه البئر توجد على اليمين غرفة جانبية. كما توجد قاعة أخرى خالية من النقوش فى مواجهة المدخل. ويقع فى الناحية اليسرى منها ممر يؤدى إلى قاعة الدفن التى تحوى التابوت، وقد رفع سقفها على ستة أعمدة فزُينت جوانبها بصورة الملك بين يدى آلهة الموتى: "أوزير" و"حتحور" و"أنوبيس". ويظهر سقفها شبيهاً بالسماء فى زرقة لونه، وانتشار النجوم اللامعة فيه. أما الجدران فقد غُطيت بصور متقنة رُسمت بالألوان على أرضية صفراء. حتى أنه يخيل للناظر أنها مخطوطات من البردى محلاة بالصور ومعلقة على الجدران. ومعظم هذه النقوش عبارة عن مناظر ونصوص كتاب "ما فى العالم السفلى".
صورة تمثل "أمنحوتب الثانى" ماثلاً أمام الإله "أوزوريس".
وتتصل بهذه القاعدة عدة حجرات جانبية أعدت لوضع الأثاث الجنائزى ثم استخدمت فيما بعد مخبأ لحفظ مومياوات بعض الفراعنة التى نُقلت إلى هذه المقبرة أيام الأسرة الحادية والعشرين بإشراف كبير الكهنة "بى نجم"، وذلك حماية لها من النَّهابين والسَّلابين، وظلت محفوظة فى هذا المكان إلى أن تم كشفها مع المقبرة. ومن هؤلاء الفراعنة "أمنحتب الثالث" وزوجته الملكة "تى" Tiy، و"مرنبتاح"، و"تحتمس الرابع"، و"سيتى الثانى"، و"ست نخت"، و"رمسيس الثالث" و"رمسيس الرابع والخامس والسادس"، بالإضافة إلى صاحب المقبرة الذى وُجد داخل تابوته وحول عنقه إكليل من الزهور!
مقبرة الملك حورمحب رقم 57
خريطة لمقبرة "حورمحب" رقم 57 بوادى الملوك.
مقبرة الملك "حورمحب" بوادى الملوك
الملك "حورمحب" (1320 ق.م) هو آخر ملوك الأسرة 18. وبالرغم من أن تصميم مقبرته بوادى الملوك اشتمل على حجرة دفن كاذبة لتضليل اللصوص، فإن ذلك لم ينجح فى حماية محتويات المقبرة من السرقة، ونجح اللصوص فى الوصول إلى حجرة الدفن الحقيقية ونهبوا كل شئ ولم يتركوا سوى تابوت "حورمحب" المصنوع من الجرانيت الأحمر. وجدير بالذكر أن الرسوم الحائطية لحجرة الدفن لم تستكمل ويستطيع الزائر لتلك الحجرة أن يرى المراحل المختلفة لتزيين ونقش وتلوين الحوائط، إذ يبدو أن الملك "حورمحب" مات ودُفن قبل إتمام ("تشطيب") رسوم مقبرته. وللملك "حورمحب" مقبرة أخرى بسقارة.
ثلاث لقطات من داخل مقبرة الملك "حورمحب" رقم 57 بوادى الملوك.
مقبرة الملك رمسيس الرابع رقم 2 ومقبرة الملك رمسيس السادس رقم 9
جولة فى مقبرتى "رمسيس الرابع" و"رمسيس السادس" بوادى الملوك
مدخل مقبرة الملك "رمسيس الرابع" رقم 2 بوادى الملوك.
لقطة للسائحين داخل مقبرة "رمسيس الرابع".
تمتاز مقبرة الملك "رمسيس الرابع" بنقوشها الملونة البديعة.
لوحة حائطية بديعة داخل مقبرة "رمسيس الرابع" بوادى الملوك.
لقطة لمدخل مقبرة "توت عنخ آمون" رقم 62 (فى الأمام بالعرض) ومدخل مقبرة "رمسيس السادس" رقم 9 (فى الخلف على اليسار).
لقطة من داخل مقبرة الملك "رمسيس السادس" بوادى الملوك.
أحبطت عمليات التنقيب والحفر المبكر فى موقع مقبرة الملك "رمسيس السادس" (رقم 9) بوادى الملوك اكتشاف مقبرة الملك "توت عنخ آمون" المجاورة التى توجد أسفل مقبرة "رمسيس السادس"، كما أخفت مقبرة "رمسيس السادس" مقبرة "توت عنخ آمون" المجاورة بعيداً عن أعين اللصوص، حتى اكتشفها "كارتر" سنة 1922.
مقبرة الملك "رمسيس السادس" بوادى الملوك.
بُنيت مقبرة "رمسيس السادس" أصلاً كمقبرة للملك "رمسيس الخامس"، لكنها اُستغلت من قبل وريثه الذى خصص الموقع لنفسه، موفراً بذلك الوقت والمال اللازمين لبناء مقبرة جديدة. وتمتد مقبرة "رمسيس السادس" (رقم 9) مسافة 83 متر فى الجبل، وتزين ممرها مشاهد من "كتاب الكهوف" والنص الكامل لـ"كتاب البوابات".
لقطة لجزء من سقف مقبرة الملك "رمسيس السادس" بوادى الملوك. أشكال الحيوانات فى أعلى الصورة ترمز إلى أبراج الشمس المعروفة، والصورة تبين رحلة الشمس للعالم الآخر.
وفى نهاية الممر، فى حجرة الدفن ذات الأعمدة، يقابلنا التابوت الحجرى المحطم للملك "رمسيس السادس". ولحجرة الدفن سقف جميل وغير عادى إذ تزينه رسوم من "كتاب النهار والليل"، ورسوم للإلهة "نوت" Nut إلهة السماء.
انظر أيضاً: طيبة: وادى الملوك (الجزء الثانى) - وادى الملكات - مقابر الأشراف - دير المدينة
نذكر دائماً أن المصريين القدماء كانوا ينظرون إلى الموت كأنه غروب لحياة الناس، وبالتالى كانوا يمارسون حياتهم العادية فى الضفة الشرقية، ويدفنون موتاهم فى الضفة الغربية. وقد بدأوا فى دفن الموتى فى "سقارة" و"دهشور" و"أهرام الجيزة". لكن بمرور الوقت اكتشف الملوك وكبار القوم أن قبورهم تُنهب وتُسرق. وارجع بعض مستشاريهم هذا الأمر إلى أن المصاطب والأهرامات تدل بشكل واضح على مكان المقبرة، وبالتالى تُصبح هدفاً سهلاً للسرقة. ولذلك عندما جاء عصر الدولة الحديثة اكتشف المهندسون أن جبال الضفة الغربية وتعاريجها تصلح لتصميم مقابر الملوك بعد حفر حجراتها ودهاليزها فى باطن وأسفل الجبل. لكن هل وضعوا بذلك نهاية لعمليات النهب والسرقة، بالطبع لا .. ولكن تُعد مقبرة الملك "توت عنخ آمون" استثناء لذلك، فقد بقيت محتوياتها سليمة ولم تمتد إليها أيدى اللصوص.
وادى الملوك
توجد أكثر من 60 مقبرة فى وادى الملوك، تتفاوت فى الحجم من مقبرة صغيرة محفورة على هيئة حجرة واحدة وغير مكتملة، إلى مقبرة كاملة وواسعة بها أكثر من 110 حجرة وممر! ومعظم هذه المقابر وُجدت محتوياتها مسلوبة عند إعادة اكتشافها، ولكن القليل منها مثل مقبرة "توت عنخ آمون" (رقم 62 بوادى الملوك) ومقبرة "يويا وثويا"Yuya and Thuya (رقم 46) عُثر بها على آلاف المصنوعات اليدوية الثمينة. وبعض هذه المقابر كانت معروفة ومتاحة للزيارة فى العصور القديمة، كما تشهد بذلك الرسومات اليونانية واللاتينية بها. وبعضها اُكتشف فقط فى الـ 200 سنة الأخيرة.
وفى الحقيقة هناك واديان للملوك، واحد شرقى وواحد غربى. يحتوى الوادى الشرقى على أغلب المقابر، وهو الأكثر زيارة من قبل السياح الذين يفدون إلى المنطقة. لكن الوادى الغربى يغطى مساحة أكبر وربما يحتاج إلى المزيد من التنقيب والاستكشاف. وتوجد بالوادى الغربى مقبرتان ملكيتان، واحدة خاصة بـ"أمنحتب الثالث" (المقبرة رقم 22) والأخرى خاصة بـ"أى" Ay (رقم 23).
وادى الملوك.
مومياء عُثر عليها فى مقبرة "يويا وثويا"، و"يويا وثويا" هما والدى الملكة "تى" زوجة "أمنحتب الثالث".
الملك "أمنحوتب الثالث" صاحب المقبرة رقم 22 بوادى الملوك.
مقبرة الملك توت عنخ آمون
مدخل مقبرة "توت عنخ آمون" بوادى الملوك.
خريطة لمقبرة "توت عنخ آمون".
مقبرة الملك "توت عنخ آمون" فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر
هى المقبرة رقم 62 وهى خاصة بالملك الشهير "توت عنخ آمون" من الأسرة 18، وتعد أشهر وأغنى مقبرة فى العالم، تجمَّع فيها قدر كبير من النفائس والآثار الرائعة التى أذهلت العالم. ولقد ساعدت بعض الظروف على بقاء هذه المقبرة سليمة من عبث اللصوص، نظراً لبناء مقبرة أخرى بجوارها غطت على مدخلها فاختفت عن الأنظار.
لقطات من حجرة الدفن لمقبرة "توت عنخ آمون" حيث المخدع الذى به تابوت الملك.
لقطة لـ"هوارد كارتر" خرجاً من مقبرة "توت عنخ آمون" التى اكتشفها سنة 1922.
وقد تم الكشف عن هذه المقبرة فى 4 نوفمبر سنة 1922 بمعرفة الإنجليزى اللورد "كارنارفون" Lord Carnarvon ومساعده البريطانى "هوارد كارتر" Howard Carter، حيث عُثر على الأثاث الجنائزى كاملاً (أكثر من 5000 قطعة). وقد حُفرت المقبرة فى منخفض وادى "رمسيس السادس" الذى بنى مقبرته بجوار مقبرة "توت عنخ آمون"، فكان ذلك من العوامل التى ساعدت على حفظ مقبرة "توت عنخ آمون" سليمة بعيداً عن أعين اللصوص.
مقبرة "توت عنخ آمون" عند اكتشافها.
فقد حدث أنه لما هُدمت بعض الأبنية ظهرت من تحتها حفرة قليلة العمق تؤدى إلى سلم (درج) محفور فى الصخر إلى عمق 13 قدماً. وكان فى نهايته باب مُحكم الإغلاق هو مدخل المقبرة الآن، وهو يوصل بدوره إلى ممر منحدر ينتهى بباب آخر كان مغلقاً كذلك. فلما فُتِح الباب الثانى أيام الكشف ظهرت حجرة، وقبل أن نصف محتوياتها نذكر أن الملك "توت عنخ آمون" كان سعيد الحظ لأن آثاره بقيت على الرغم من أنه كان صغير السن بين الفراعنة، وتولى الحكم بعد وفاة أخويه "إخناتون" و"سمننخ كارع"، ولم يستمر عهده غير ثمان أو تسع سنوات. وإذا كان هذا الثراء، وهذا الفن فى مقبرة ملك مغمور، فلنا أن نتصور ما كانت عليه مقابر الملوك العظام أمثال "خوفو"، و"تحتمس" و"أمنحتب" وغيرهم قبل أن تسرق وتُنهب. ولكن ما نعرفه الآن أن مقبرة الملك "توت عنخ آمون" هى أعظم وأثرى مقبرة فى العالم الآن، وما بها من كنوز وفن خير شاهد على ذلك.
وعند فتح الباب الثانى للمقبرة أيام الكشف ظهرت حجرة متسعة تكدس فيها الأثاث فوق بعض. وقد طُلى أكثره بالذهب البراق، ومن بينه صناديق جميلة مُطعمة بالعاج والأبنوس، وأخرى عليها منظر للصيد والحرب، وبعض الكراسى، والأسرة، وعربات ملكية، وأوانى مرمرية، وتماثيل من مختلف الأشكال والألوان، وتوجد معظم هذه الأشياء الآن فى المتحف المصرى بالقاهرة.
التمثالان اللذان يمثلان الملك "توت عنخ آمون".
وكان عند نهاية تلك الحجرة على يمين الداخل تمثالان من الخشب المدهون كأنهما يحرسان محتويات الحجرة الثانية. وقد نقل هذان التمثالان وهما للملك "توت عنخ آمون" أيضاً إلى المتحف المصرى بالقاهرة.
إن الحجرة الثانية هى حجرة الدفن، والتى وُجِد بها أربع مقاصير بعضها داخل بعض من الخشب المغطى بصفائح الذهب. وكانت تحيط بالتابوت الحجرى الذى مازال فى مكانه للآن. وقد كان بداخل هذا التابوت ثلاثة توابيت على هيئة آدمية أصغرها من الذهب الخالص يزن حوالى 110 كيلوجرام ويوجد حالياً بالمتحف المصرى.
القناع الذهبى للملك "توت عنخ آمون" (المتحف المصرى بالقاهرة).
ولا تزال مومياء الملك محفوظة فى مكانها مع أحد التوابيت الخشبية المغطاة برقائق الذهب. وتوجد رسوم جميلة على حوائط الغرفة منها رسم "لتوت عنخ آمون" ويظهر خلفه على العرش "آى" Ay الذى أصبح ملكاً بعد "توت عنخ آمون"، وهو يرتدى ملابس الكهنة ويقوم بالطقوس الدينية الخاصة بعملية فتح الفم لمومياء الملك. وهناك صورة "لتوت عنخ آمون" وهو يقف فى وسط الجدار بين يدى "نوت" (إلهة السماء) التى تصنع الصحة والحياة. أما على الجدار الأيمن فهناك منظر المقصورة التى كانت تحوى جثمان الملك "توت عنخ آمون" محمولة على زحافة يجرها النبلاء ورجال الحاشية، وعلى الجدار الأيسر توجد بعض النصوص الخاصة بكتاب ما فى "العالم السفلى"، وهناك عدد من القردة المقدسة يتوسطها الجعران.
واحدة من القطع الذهبية العديدة التى عُثر عليها فى مقبرة "توت عنخ آمون"، والتى تمتاز بدقة وروعة التصميم والتنفيذ.
وتوجد غرفة جانبية صغيرة تتصل بغرفة الدفن، كما توجد حجرة مماثلة تتصل بالبهو الخارجى. وكان بهما بعض الأثاث الجنائزى، والآنية الخاصة بحفظ الأمعاء، وغيرها من محتويات المقبرة الهامة.
انظر أيضاً: كنوز توت عنخ آمون - قلادة إله الشمس - بوق توت عنخ آمون
مقبرة الملك سيتى الأول رقم 17
مدخل مقبرة "سيتى الأول" بوادى الملوك (على اليسار).
لقطة من داخل مقبرة الملك "سيتى الأول".
مقبرة الملك "سيتى الأول" فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر
اكتشفها "بلزونى" Belzoni, Giovanni Battista عام 1815. والملك "سيتى الأول" هو ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشرة (حوالى 1300 ق.م) ومقبرته خير نموذج للمقابر الملكية فى عهد الدولة الحديثة. وهى محفورة فى الصخر، ويبلغ عمقها حوالى 30 متراً، ونقوشها على جانب كبير من الجمال، ومنها نصوص ورسوم نُقلت عن الكتابين المسميين "ما فى العالم السفلى والبوابات". وتخلل هذه النقوش فى بعض أجزائها رسوم بارزة كبيرة تُمثل الملك وهو يتعبد أمام الآلهة التى تستقبله وترحب به ..
صورة "لأوزوريس" من مقبرة "سيتى الأول" (المقبرة 17 بوادى الملوك).
وتُعد هذه المقبرة المنحوتة فى صخر جبل وادى الملوك من أهم المقابر، لأنها تضم أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف. ومن أبرز ما فيها السقف الذى يبدو وكأنه يغطى العرش ويبين ما حظى به الإله "رع" من علاقة متميزة. وبعد بضع مئات من الأمتار ينتهى الدهليز إلى قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية. وقد أعد فى وسط هذه القاعة مكان منخفض لوضع تابوت الملك المصنوع من المرمر، وللأسف نُقل هذا التابوت إلى أحد متاحف لندن.
مشهد لمجموعات النجوم والأبراج Constellations من مقبرة "سيتى الأول".
ويغطى هذا الجزء من القاعة قُبة، تبدو كالسماء وهى بلون أزرق قاتم معتم كالليل، وعليها أبراج الشمس المعروفة بشكل الحيوانات التى ترمز إلى تلك الأبراج. وهناك قاعة مُلحقة صُنعت حولها مقاعد من حجر. وكان الغرض منها تخزين الأثاث. وجدرانها مُغطاة بنقوش جميلة تُمثل الشمس فى رحلتها إلى العالم الآخر. وتوجد أيضاً حجرتان جانبيتان نُقشت جدرانها بنقوش دينية مازالت ألوان بعضها واضحة. أما عن يمين البهو فتوجد حجرة جانبية أخرى نُقشت على جدرانها قصة هلاك البشرية، وهى تقص كيف غضب الإله "رع" على شعبه حينما ضحكوا عليه عندما أصبح عجوزاً، وأصبحت عظامه كالفضة ولحمه كالذهب، وشعره كاللازورد (أزرق). لذلك جمع مجلساً من الآلهة ليستشيرهم فى كيفية الانتقام من هذا الشعب الغادر. فأشار عليه جده "نون" (البحر العظيم) أن يرسل عبدته "حتحور" فى صورة اللبؤة "سخمت" لتفتك بهم.
منظر للإلهة "حتحور" على شكل بقرة داخل مقبرة"سيتى الأول"؛ وعلى اليسار رسم حديث رسمه "روبرت هاى" لنفس مشهد البقرة "حتحور" ولونه بألوان مائية ساطعة فى محاولة منه لتخيل الألوان الأصلية للوحة التى بهتت مع الزمن.
وفعلاً أخذت هذه الإلهة تفتك بالناس حتى سالت الدماء أنهاراً، فأشفق الإله "رع" على رعاياه وأمر عبدته أن تكف عن قتلهم، وتحايل عليها حتى كفت أذاها عنهم، وبذلك نجا العالم من الهلاك. لكن الإله "رع" سئم الحكم على الأرض فارتفع إلى السماء على ظهر "نوت"، ولكنها خافت فأسرع إليها الإله "شو" رب الهواء، ورفعها فوق كفيه، وهذا يمثل المنظر الموجود بالمقبرة.
انظر أيضاً: معبد "أبيدوس" الذى بدأ بناءه الملك "سيتى الأول"
مقبرة امنحوتب الثانى رقم 35
خريطة لمقبرة الملك "أمنحتب الثانى" رقم 35 بوادى الملوك.
زيارة لمقبرة الملك "أمنحوتب الثانى" بـ"وادى الملوك"
إنه الملك "أمنحوتب الثانى" (وتُكتب أيضاً "أمنحتب الثانى") سابع ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وابن الملك "تحتمس الثالث" الجد العظيم للملك "توت عنخ آمون". والملك "امنحوتب الثانى" له عدة منشآت بـ"الكرنك" و"أرمنت" وبلاد أخرى فى الصعيد. ولقد أمر بإنشاء معبد جنائزى ولكن للأسف لا يوجد أى شئ عنه. وزخارف هذه المقبرة قليلة جداً، وبها بعض المشاهد الإلهية ونُسخة كاملة من أحد الكتب الهامة فى عقيدة الفراعنة - "كتاب أمدوات" Book of Amduat. وقد اكتشف هذه المقبرة أحد الأجانب واسمه "فكتور لوريه" عام 1898.
لقطة للتابوت الحجرى للملك "أمنحوتب الثانى" فى مقبرته بوادى الملوك.
وهلى تتألف من ممر شديد الانحدار ينتهى ببئر كاذبة لتضليل اللصوص ولحماية المقبرة من الأمطار الغزيرة. وبعد هذه البئر توجد على اليمين غرفة جانبية. كما توجد قاعة أخرى خالية من النقوش فى مواجهة المدخل. ويقع فى الناحية اليسرى منها ممر يؤدى إلى قاعة الدفن التى تحوى التابوت، وقد رفع سقفها على ستة أعمدة فزُينت جوانبها بصورة الملك بين يدى آلهة الموتى: "أوزير" و"حتحور" و"أنوبيس". ويظهر سقفها شبيهاً بالسماء فى زرقة لونه، وانتشار النجوم اللامعة فيه. أما الجدران فقد غُطيت بصور متقنة رُسمت بالألوان على أرضية صفراء. حتى أنه يخيل للناظر أنها مخطوطات من البردى محلاة بالصور ومعلقة على الجدران. ومعظم هذه النقوش عبارة عن مناظر ونصوص كتاب "ما فى العالم السفلى".
صورة تمثل "أمنحوتب الثانى" ماثلاً أمام الإله "أوزوريس".
وتتصل بهذه القاعدة عدة حجرات جانبية أعدت لوضع الأثاث الجنائزى ثم استخدمت فيما بعد مخبأ لحفظ مومياوات بعض الفراعنة التى نُقلت إلى هذه المقبرة أيام الأسرة الحادية والعشرين بإشراف كبير الكهنة "بى نجم"، وذلك حماية لها من النَّهابين والسَّلابين، وظلت محفوظة فى هذا المكان إلى أن تم كشفها مع المقبرة. ومن هؤلاء الفراعنة "أمنحتب الثالث" وزوجته الملكة "تى" Tiy، و"مرنبتاح"، و"تحتمس الرابع"، و"سيتى الثانى"، و"ست نخت"، و"رمسيس الثالث" و"رمسيس الرابع والخامس والسادس"، بالإضافة إلى صاحب المقبرة الذى وُجد داخل تابوته وحول عنقه إكليل من الزهور!
مقبرة الملك حورمحب رقم 57
خريطة لمقبرة "حورمحب" رقم 57 بوادى الملوك.
مقبرة الملك "حورمحب" بوادى الملوك
الملك "حورمحب" (1320 ق.م) هو آخر ملوك الأسرة 18. وبالرغم من أن تصميم مقبرته بوادى الملوك اشتمل على حجرة دفن كاذبة لتضليل اللصوص، فإن ذلك لم ينجح فى حماية محتويات المقبرة من السرقة، ونجح اللصوص فى الوصول إلى حجرة الدفن الحقيقية ونهبوا كل شئ ولم يتركوا سوى تابوت "حورمحب" المصنوع من الجرانيت الأحمر. وجدير بالذكر أن الرسوم الحائطية لحجرة الدفن لم تستكمل ويستطيع الزائر لتلك الحجرة أن يرى المراحل المختلفة لتزيين ونقش وتلوين الحوائط، إذ يبدو أن الملك "حورمحب" مات ودُفن قبل إتمام ("تشطيب") رسوم مقبرته. وللملك "حورمحب" مقبرة أخرى بسقارة.
ثلاث لقطات من داخل مقبرة الملك "حورمحب" رقم 57 بوادى الملوك.
مقبرة الملك رمسيس الرابع رقم 2 ومقبرة الملك رمسيس السادس رقم 9
جولة فى مقبرتى "رمسيس الرابع" و"رمسيس السادس" بوادى الملوك
مدخل مقبرة الملك "رمسيس الرابع" رقم 2 بوادى الملوك.
لقطة للسائحين داخل مقبرة "رمسيس الرابع".
تمتاز مقبرة الملك "رمسيس الرابع" بنقوشها الملونة البديعة.
لوحة حائطية بديعة داخل مقبرة "رمسيس الرابع" بوادى الملوك.
لقطة لمدخل مقبرة "توت عنخ آمون" رقم 62 (فى الأمام بالعرض) ومدخل مقبرة "رمسيس السادس" رقم 9 (فى الخلف على اليسار).
لقطة من داخل مقبرة الملك "رمسيس السادس" بوادى الملوك.
أحبطت عمليات التنقيب والحفر المبكر فى موقع مقبرة الملك "رمسيس السادس" (رقم 9) بوادى الملوك اكتشاف مقبرة الملك "توت عنخ آمون" المجاورة التى توجد أسفل مقبرة "رمسيس السادس"، كما أخفت مقبرة "رمسيس السادس" مقبرة "توت عنخ آمون" المجاورة بعيداً عن أعين اللصوص، حتى اكتشفها "كارتر" سنة 1922.
مقبرة الملك "رمسيس السادس" بوادى الملوك.
بُنيت مقبرة "رمسيس السادس" أصلاً كمقبرة للملك "رمسيس الخامس"، لكنها اُستغلت من قبل وريثه الذى خصص الموقع لنفسه، موفراً بذلك الوقت والمال اللازمين لبناء مقبرة جديدة. وتمتد مقبرة "رمسيس السادس" (رقم 9) مسافة 83 متر فى الجبل، وتزين ممرها مشاهد من "كتاب الكهوف" والنص الكامل لـ"كتاب البوابات".
لقطة لجزء من سقف مقبرة الملك "رمسيس السادس" بوادى الملوك. أشكال الحيوانات فى أعلى الصورة ترمز إلى أبراج الشمس المعروفة، والصورة تبين رحلة الشمس للعالم الآخر.
وفى نهاية الممر، فى حجرة الدفن ذات الأعمدة، يقابلنا التابوت الحجرى المحطم للملك "رمسيس السادس". ولحجرة الدفن سقف جميل وغير عادى إذ تزينه رسوم من "كتاب النهار والليل"، ورسوم للإلهة "نوت" Nut إلهة السماء.
انظر أيضاً: طيبة: وادى الملوك (الجزء الثانى) - وادى الملكات - مقابر الأشراف - دير المدينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق