Posted: 20 Nov 2011 03:50 AM PST
Posted: 20 Nov 2011 03:32 AM PST
الشعاب المرجانية ثروة بحرية هائلة، تمدنا بالحلي وتمدنا بالاسماك وتحمي الشواطئ وتزين مياه البحر وكأنها غابات وحدائق غناء تحت سطح الماء يدركها جيدا هواة ومحبو رياضة الغوص. إنها الشعاب المرجانية تلك الكائنات الحيوانية الحية، التي تشكل مع غيرها من هائمات وعوالق نباتية وحيوانية مجهرية وأصداف ومحارات وأسماك متنوعة، نظاما بيئيا ذا طابع ديناميكي ومتوازناً إلى حد بعيد.
ماذا قيل عن المرجان قديماً؟
لقد ذكر المرجان في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وقال: {كأنهن الياقوت والمرجان} وهذا يدل على جمال المرجان، وقد استخدم المرجان في صنع الجواهر الثمينة التي تتنافس النساء على إقتنائها. واستخدم المرجان في الطب القديم حيث يعرف عادة باسم البسد والعزول. والمرجان يدخل في إكحال العيون فينفع من وجع العيون، ويذهب الرطوبة منها إذا اكتحل به، ويضاف المرجان إلى الأدوية التي تحلل دم القلب الجامد فينفع من ذلك منفعة عظيمة، يقوي العين وينشف الرطوبات المستكنة فيها فهو يغسلها تماماً ويصلح المرجان للدمعة ويعين على نفث الدم ويعتبر المرجان من الأدوية المقوية للقلب النافع من الخفقان وفيه تفريح للقلب، وهو حابس للدم، منشف للرطوبات وهو يجلو الأسنان جلاءً صالحاً وهو يقطع نزف الدم ويذهب باللحم الزائد ويقوي العين، ينفع من قروح الأمعاء.
المرجــــان:
هو تكوين من الحجر الحيوي ساعد على تكوينه في البحر بعد الله سبحانه ملايين الحيوانات الدقيقة. ومن الممكن ان تشبه تكوينات المرجان الاشجار المتفرعة والقباب الكبيرة والقشور الصغيرة غير المنتظمة، أو أنابيب الأعضاء الدقيقة وتكون الحيوانات الحية التي تكون المرجان التكوينات بظلال جميلة سمراء مائلة للصفرة، وبرتقالية وصفراء وبنفسجية وخضراء، وفيما تموت الحيوانات تترك هياكل من الحجر الجيري تكون أساسات الحواجز وضلوع في قاع البحر تسمى الشعاب المرجانية.
كما يوجد من المرجان ما يسمى حدائق المرجان وهي حدائق جميلة وجبال من المرجان ترتفع من أعماق البحر حتى تصل إلى قرب السطح خلال المياه الزرقاء الصافية، وهناك مناطق تتعرض فيها الشعب المرجانية لأكبر كمية من ضوء الشمس تساعدها على إتمام عملية التركيب الضوئي اللازم لنموها، فتمتد وتتسع الشعاب وتتضخم وتتكون فتبدو للغواصين وراكب الطائرات المروحية رائعة الجمال ، وتكشف عالماً من الجمال الذي خلقه الله عز وجل في أعماق البحر.
هناك ما يعرف ببحر المرجان وهو جزء من المحيط الهادئ يقع بين الشاطئ الشرقي لاستراليا وجزر سليمان ومجموعة جزر فانواتو، وفي هذا البحر أعداد هائلة من الجزر المرجانية وسلسلة الحواجز البحرية بما فيها الحاجز المرجاني الكبير. ويحتوي الحاجز المرجاني الموجود على الشواطئ الغربية لبحر المرجان، مجموعة من أفضل أنواع المرجان.
تعتبر الشعاب المرجانية من أفضل مناطق البحار جمالا و ازدهارا بالتنوع الإحيائي، و تتكون أساسا من المرجان ، ويختلف لون المرجان من نوع لأخر ، ولا يرجع جمال المرجان إلى تنوع الأشكال فحسب فمنها الأحمر والأصفر والكريمى والأبيض والأخضر والبرتقالى.
كما أن للمرجان أشكال عديدة مختلفة فمنها المرجان الطري والصلب ومن أهم الأشكال المرجانية المكونة للشعاب مراوح البحر- مرجان المخ- مرجان قرن الغزال- مرجان عش الغراب وغيرها.
ونظرا للتنوع الكبير للمرجان فإن ذلك يجعلها بيئات ملائمة لنمو الكثير من الأحياء كالديدان المروحية وذوات المصراعين الثاقبة و السلَّج، وأنواع كثيرة من القشريات التى تكيفت للعيش بين الصخور المرجانية، وبشكل خاص الروبيان الرملي والذى يمكن سماع صوت أذرعه بشكل واضح تحت الماء. وتحتل الأسماك مكانة هامة في التنوع الأحياء ضمن مجتمع الشعاب المرجانية، كالأسماك العذراء التي تقوم بتحديد مناطق وجودها على الصخور وترعاها وتدافع عنها. أما السمك الجراح فيتغذى على الطحالب الرخوة، بينما يتغذى سمك الفراش على الزوائد اللحمية للمرجان أو على العوالق. يقوم السمك المنظف بالتقاط الطفيليات من أجسام الأسماك التي تزور مرتعه، وتقضم أسماك الببغاء أجزاء من المرجان الحي وتهضم ما تحويه من مواد عضوية. ويعيش السمك المهرج في حماية شقائق البحر وكذلك تبحث كثير من الأحياء الصغيرة عن الحماية من الأسماك المفترسة كأسماك الهامور والبراكودا وسمك دجاج البحر كثير الألوان والسمك النفاخ بأن تختبئ في الشقوق والفجوات الموجودة في الصخور المرجاني.
وتقوم الأسماك المفترسة الكبيرة أيضا بالبحث عن فرائسها بالقرب من التشكيلات المرجانية كما يفعل سمك القرش والشفنين البحري. أما أكبر هذه الأسماك المفترسة والمسمى بالقرش الحوتي فيُشاهد خلال فصل الصيف يطوف حول الجزر المرجانية فاتحا فمه الواسع باحثا عن الطعام وهو غير خطر حيث لا يتغذى إلا على العوالق.
علاوة على أهمية الشعاب المرجانية للكائنات الفطرية البحرية فأن البعض يعتبرها من أكثر الأنظمة البيئية البحرية إنتاجية لأنها تعد بمثابة مأوى وملاذ لأعداد هائلة من مختلف شعب الحيوانات والنباتات البحرية والتي تكون مصدرا غذائيا هام للإنسان.
والبحر الأحمر مليء بكنوز المرجان التي أكسبته ذلك اللون الأحمر الذي يميزه عن غيره من البحار. فالرياح الساخنة التي كانت فيما مضى تسرع بوصول السفن الشراعية الى الشرق لا تزال تجلب ألوف الطيور المهاجرة الى شواطئ البحر الأحمر، مما يجعل من تلك المنطقة جنة لعشاق مراقبة الطيور. وتعتبر شواطئ البحر الأحمر من أفضل منتجعات الغوص والصيد في العالم. وتحيط بالشواطئ بحيرات المنغروف، الذي يوفر ظلاً أثناء النهار لمن لا يريد السباحة.
إن عالم ما تحت الماء، فهو أعجوبة بكل ما في الكلمة من معنى، حيث يحفل بالألوان الزاهية للمرجان والأسماك الغريبة اللون والشكل.
يعيش بالبحر الأحمر حوالي 110 من أجناس المرجان الناعم، و120 جنسا من المرجان الصلب وأكثر من 1000 نوع من الأسماك. كما انه ملاذ طبيعي للغطس المائي والغوص أو الاستكشاف العلمي، إن غياب الطقس العاصف مع وجود التيارات المائية الخفيفة تساهم في صفاء مياه البحر الأحمر والذي يعتبر واحدا من الظروف البيئية المميزة وتوفر المياه الدافئة والصافية بيئة مضيافة لنمو المرجان، علاوة على أن مستوى الملوحة المفضل يوفر بيئة أيضا للأنواع الوافرة من أشكال الحياة البحرية.
مرسى عَلَم واحة تحت الماء أيضا وهو جزء من البحر الأحمر وهو موطن الشعاب المرجانية الصلبة والرخوة على حدٍ سواء، وهو من ثم فهو من أفضل الأماكن لممارسة رياضة الغوص.
والشعب المرجانية الرخوة شبيهة بالنباتات، ويمكن العثور عليها في رحلات الغوص بعيدا عن الشاطئ حيث الكثير من التيارات المائية والمواد المغذية التي تعيش عليها الشعاب. أما الشعاب ذات الهيكل الخارجي الجيري فعادة ما تُوجد في مواقع الغطس العميقة وتُعد الشعاب المرجانية التي تقتات ليلا عبر لوامس (مجسات) تنكمش أثناء النهار هي الأساس للنسق الإيكولوجي للبحر الأحمر كله. وأكثر الشعب المرجانية شيوعا في البحر الأحمر هي الشعاب النارية التي تسبب للإنسان إذا ما لمسها طفحا جلديا شبيها بالحروق قد يترك آثاراً دائمة على البشرة الحساسة.
يشير مصطلح مرسى إلى خلجان طبيعية كثيرا ما تُوجد في سواحل المناطق الصحراوية. وتؤدي الأمطار الشتوية الغزيرة التي تهطل مرة واحدة في السنة إلى فيضانات من الوحل تجد طريقها تدريجيا من الجبال إلى البحر. وفيما تدخل الفيضانات البحر، فإنها تشق لنفسها طريقا خاصة بها مدمرة معظم الشعاب المرجانية على جانبيها. ولهذا السبب، يتم العثور على شعاب مرجانية ميتة، غالبا ما تكون متحجرة. وتستمر الشعاب المرجانية الموجودة في الجزء الأوسط في النمو موفرة مكانا بعيدا عن التيارات لطائفة واسعة من الأسماك. التيارات البطيئة في المرسى فضلا عن المغذيات الصغيرة الحجم من البحر حديقة لا تُضاهى من حيث التنوّع البيولوجي. فهى أغنى نسق بيئي في العالم بعد غابات الأمازون.
والنسق الإيكولوجي للبحر الأحمر فريد من نوعه، ذلك أن البحر الأحمر هو واحد من آخر الملاذات للمخلوقات البحرية المهدّدة بالانقراض مثل السلحفاة الخضراء، وهي واحدة من أكثر أنواع السلاحف تعرضا لخطر الانقراض، بكثرة حيث أن كثرة ارتياد البشر لشواطى البحر تصعّب على السلاحف وضع بيضها في أماكن هادئة وآمنة. ومن الأنواع الأخرى المهدّدة بالانقراض، والموجودة في البحر الأحمر بقرة البحر، وبقرة البحر حيوان ثديي ضخم بطيء الحركة يقتات على الأعشاب البحرية في قاع المحيط .
ومن بين العجائب العديدة للبحر الأحمر شفافية الرؤية تحت سطح الماء. وليس هذا الأمر وليد الصدفة إذ يعود الفضل في ذلك إلى حيوان مائي يدعى خيار البحر الذى يقتات على المواد العضوية الموجودة في الرواسب ويحولها إلى نترات وفوسفات، وهي مواد غنية مغذية للشعاب المرجانية.وبذلك يوفر خيار البحر المواد الغذائية الضرورية لنمو الشعاب.
وتُعد الأسماك الصخرية التي توجد بين الأنقاض المحيطة بالشعاب البحرية من أكثر أسماك العالم سمّية.وما من كلمات تكفي أو تفي لوصف المشهد تحت الماء فى مرسى علم سوى القول إنه عالم ليس بعالمنا. حيث شعاب التوت والشعاب النارية وأسماك نابليون العملاقة تتداخل بحرية لتخلق بذلك لوحة ذات ألوان زاهية تصور إبداعات البيئة الخارقة.
أعلى الصفحة
اللــؤلــؤ
اللؤلؤ أجسام كروية أو إجاصية الشكل, ملساء, لامعة, تتكون في أصداف بعض القشريات Mollusca وتعتبر جواهر نفيسة. تتكون اللؤلؤة عندما يدخل جسم غريب, هو عادة حبة رمل أو دودة صغيرة, صدفة الحيوان القشري فيعمد هذا الحيوان إلى إفراز مادة قوامها كربونات الكلسيوم تتراكم على الجسم الغريب حتى يتحول ذلك الجسم إلى كرة صغيرة بيضاء كريمية أو رمادية, أو زرقاء, أو وردية, أو خضراء, أو سوداء, أو غير ذلك. وإنما يكثر اللؤلؤ في مياه الخليج العربي, وبخاصة في البحرين, وفي سواحل أستراليا والهند والصين وولاية كاليفورنيا الأميركية, حيث يقوم الغواصون بصيده. ومن اللؤلؤ نوع صنعي زائف يعد بطلي الخرز الزجاجي بمادة مصنوعة من حراشيف السمك