الزائرين

free counters

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، مايو 18، 2012

الرد الكافي على من أنكر السنة النبوية المطهرة



آسف لطول الموضوع لكنه مهم جدا جدا (وهو من إعدادي شخصيا, عن العلماء طبعا لكني أقصد أنه ليس منقولا من أحد):


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

السنة لغة: هي الطريقة سواء كانت حسنة أم سيئة, محمودة أم مذمومة.

لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن.
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7320
خلاصة حكم المحدث: صحيح

السنة شرعا \ إصطلاحا: ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من قول (السنة القولية) أو فعل (السنة الفعلية) أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية. و ما يقابل السنة عند الفقهاء هو البدعة.


لا يسعنا أن نقول في هذا المقام لمن ينادي بالأخذ بالقرآن و ترك السنة النبوية المطهرة أنك قد ضيعت القرآن قبل السنة.

و قبل البدء بحديثنا أود أن ألفت نظر إخواني إلى أن الرسول الكريم قد أخبر بهؤلاء الفئة ممن ينكر سنته:

ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد، إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه.
الراوي: المقدام بن معد يكرب المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم:4604
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]


أولا: الأدلة من القرآن على وجوب إتباع سنة الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)

الآية رقم 7 من سورة الحشر:

وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
قال الإمام أحمد: لو رددنا حديث صح عن النبي لرددنا قول الله عز وجل في الآية السابقة.

الآية رقم 36 من سورة الأحزاب:

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا.

الآية رقم 52 من سورة النور:

وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ.

الآية رقم 47 - 48 من سورة النور:

وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ.

الآية رقم 65 من سورة النساء:

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا.

قال ابن تيمية رحمه الله: تحكيم رسول الله في كل شيء مقام إسلام, وعدم وجود الحرج لحكمه مقام إيمان, و التسليم الكامل لحكمه مقام إحسان.


كان الصحابة رضوان الله عليهم جميعا يردون جميع أمورهم إلى كتاب الله عز وجل و إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حياته و إلى سنته بعد مماته وهذا ما ينبغي علينا فعله و الإلتزام به.


• ها هو القرآن يأمرنا بإتباع السنة و توقيرها و تبجيلها و إمتثال أوامرصاحبها وإجتناب نواهيه.
• أن طاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من طاعة الله عز وجل. قال تعالى في الآية رقم 32 من سورة آل عمران: قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ.
• أن محبة الله عز وجل تأتي من إتباع هدي الرسول (صلى الله عليه وسلم). قال تعالى في الآية رقم 31 من سورة آل عمران: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
• بل وإن مبايعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إنما هي مبايعة لله عز وجل. قال تعالى في الآية رقم 10 من سورة الفتح: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً.
• بل وإن التقديم (في القول) بين يدي الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو تقديم على الله عز وجل. قال تعالى في الآية رقم 1 من سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.


أ‌. أود أن أوجه سؤال لمن ينادي بالإكتفاء بالقرآن.................و هل عرفتم القرإن إلا ممن أنزل عليه القرآن؟؟؟؟ من محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟!!
أم أنكم تلقيتموه مباشرة من الله جل في علاه؟؟!!


حتى وإن كنتم تؤمنون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) هذا لا يمنع من توجيه السؤال السابق لكم, إذ أنه لا يكفي الإيمان به دون الإيمان بسنته الشريفة, سيما أن قدر السنة من قدر صاحبها و مكانتها من مكانة صاحبها!

ب‌. أود أن أوجه سؤال آخر لمن ينادي بالإكتفاء بالقرآن.................أغلقوا جميع كتب السنة و خاصة من تطعنون بمصداقيتهم (البخاري و مسلم), ومن القرآن وحده بينوا لنا ما يلي: (و هذا التحدي قائم إلى أن تقوم الساعة):
1. مواقيت الصلاة الخمسة؟
2. نصاب الزكاة ومقاديرها؟
3. أركان الحج, مواقيته, واجباته, سننه و مبطلاته؟
4. كيفية الحساب؟
5. شكل الصراط المستقيم, حده, صفته....؟
6. كيف نؤمن بالله, بالقدر, بالملائكة...؟

لنتأمل المثال التالي:

لما نزلت هذه الآية: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليس بذلك، ألا تسمعون إلى قول لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم}.
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6918
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أرباب اللغة و البلاغة و البيان شق عليهم فهم تلك الآية الكريمة!!!!

فما بالنا نحن؟؟؟؟؟؟؟

هل كنا سندرك المراد منها دون تفسيره بأبي هو و أمي, صلوات ربي و سلامه و بركاته عليه وعلى آله و صحبه أجمعين؟؟؟

أخي القارئ الكريم هنالك الكثير الكثير مما شابه الآية السابقة. بل كل ما جاء في القران بحاجة إلى تبيان ممن أُنزل عليه القران. فالله عز وجل يقول:

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. الشورى (52).

قال الإمام العلوي: القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن (لبيان مبهمه وشرح المشكل منه و تقييد المطلق و تخصيص العام...).

قال الإمام الشوكاني في كتابه (إرشاد الفحول): إن ثبوت حجية السنة المطهرة وإستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية و لا يخالف ذلك إلا من لا حظ له في الإسلام.

يقول الإمام ابن حزم: ولو أن امرءا قال لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع الأمة...وأضاف و قائل هذا كافر مشرك حلال الدم و المال.

و الدليل على هذه المقولة قوله تعالى: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. التوبة 29
و أيضا: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ. الأعراف 157

لو عدنا إلى السؤال الثاني الذي وجهناه لمن ينادي بالإكتفاء بالقرآن دونا عن السنة, لوجدنا أن البخاري قد خصص 41 بابا لتفسير للصلاة فقط! إضافة إلى الأبواب المتعلقة بالعمرة و الحج من طواف و إحرام و محظورات الإحرام و الأبواب المتعلقة بنصاب الزكاة و مواقيتها...إلخ

فهل نحن بغنى عن تلك التفصيلات؟؟؟؟

و للحديث بقية إن شاء الله لنرى الرد على الشبهات التي يثيرها هؤلاء القرآنيون...........

ثانيا: الرد على الشبهات

أود أن ابتدء بكلمات موجهة لأصحاب الفطرة السليمة:

بطلان الشبهات يغني عن إبطالها............و فسادها يغني عن إفسادها...............و كسادها يغني عن إكسادها.


1. يستشهدون بالآية القرآنية التالية:

وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ. الأنعام (38).

أولا: المراد بالكتاب هنا هو اللوح المحفوظ و ليس القرآن.

تفسير هذه الآية كما قال قتادة: الطير أمة, و الإنس أمة, و الجن أمة. و جميع هذه الأمم علمها عند الله (من أحوال و أعمار و شقي أم سعيد...إلخ) في اللوح المحفوظ (الذي فيه ما كان وما هو كائن وما سيكون).

قال تعالى على لسان فرعون يسأل موسى عليه الصلاة و السلام: قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى. طه (51 – 52).

كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء. وفي رواية: مثله. غير أنهما لم يذكرا: وعرشه على الماء .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2653
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ثانيا: لو إفترضنا أن المراد بالكتاب هنا هو القرآن (لنخالف كلام أئمتنا المفسرين و نتماشى مع ما يقوله القرآنيون):

فكما أسلفنا: الله عز وجل أنزل القواعد و الأحكام و الأركان و الثوابت و الأوامر و النواهي و لكنه ترك التوضيح للنبي الكريم.

قال تعالى: بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. النحل (44).

نُزِّلَ إِلَيْهِمْ: من قرآن و سنة.

2. يقولون لو كان للسنة حجية لتكفل الله بحفظها:

و من قال أن الله لم يتكفل بحفظها؟؟ لا بل ومن قال أنها ليست من الذكر الذي تكفل الله بحفظه؟؟؟ أهي من عند الرسول؟؟ أتى بها من تلقاء نفسه؟؟ أنطق بها من هواه؟؟

لندع القرآن يجيب:

• قال تعالى, الآية رقم 3 و 4 من سورة النجم: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى.

الآيتين السابقتين ليستا بحاجة لتفسير؟..........................................ا لجواب................................السنة وحي من عند الله عز وجل.

• قال تعالى, الآية رقم 43 من سورة النحل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.

أَهْلَ الذِّكْرِ: هل هم أهل القرآن فقط؟ أم هم أهل العلم الذين يستعينون بالقرآن و السنة إضافة إلى القياس لتعليم الناس أمور دينهم؟؟؟ أترك الإجابة لكم.

قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.

أود التنويه إلى أن الله تكفل بحفظ كل شيء و ليس الذكر فقط:

قال تعالى: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب * وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ. (الصافات 7).
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا. (فاطر 41).
قال تعالى: فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. (يوسف 64).
وغيرها من الآيات الكريمة.

أدلة أخرى على أن السنة وحي من عند الله عز و جل:

قال تعالى مخاطبا النبي: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. الشورى (52).

قال تعالى مخاطبا المؤمنين: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ. الجمعة (2).
قال تعالى: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. التوبة (29).
قال تعالى مخاطبا زوجات الرسول: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا. الأحزاب (34).

قال الشافعي: الحكمة يعني السنة. إذ أن العطف في اللغة يقتضي المغايرة.

قال ابن حزم: اتفق أهل اللغة و الشريعة أن كل وحي من عند الله إنما هو ذكر محفوظ.

لنفترض أن الذكر هو القرآن فقط. ألا يتضمن حفظ الله للقرآن ضرورة حفظ السنة أيضا؟؟ إذ أن بدونها لا نستطيع فهم القرآن؟؟

3. ينكرون السنة و يستشهدون بأحاديثها لياحاجونا بها!!

لا تكتبوا عني. ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. وحدثوا عني، ولا حرج. ومن كذب علي- قال همام أحسبه قال- متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 3004
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الرد: كان هذا في بداية نزول الوحي و الهدف من هذا النهي لئلا يختلط القرآن بغيره و كان الرسول الكريم ينهى عن كتابة السنةبنفس صحيفة القرآن. و قيل أن هذا النهي كان لكتبة الوحي.
قال الإمام السيوطي, الحافظ بن حجر, و جمهور أهل العلم: النهي عن الكتابة كان في أول الأمر, ثم نسخ هذا الحديث في أواخر الأمر (فهذا من منسوخ السنة بالسنة).
و مثاله الحديث التالي:
نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها.
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 977
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ما يثبت الإذن بكتابة الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم بعهده:
كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش فقالوا إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق.
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 10/15
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 113
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

عن أبي هريرة: أنه عام فتح مكة، قتلت خزاعة رجلا من بني ليث، بقتيل لهم في الجاهلية، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليهم رسوله والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ألا وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد. ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما يودى وإما يقاد). فقام رجل من أهل اليمن، يقال له أبو شاه، فقال: اكتب لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اكتبوا لأبي شاه). ثم قام رجل من قريش، فقال: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنما نجعله في بيوتنا وقبورنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إلا الإذخر).
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6880
خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه]

سألت عليا كرم الله وجهه: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه، وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير، وألا يقتل مؤمن بكافر.
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: اختلاف الحديث - الصفحة أو الرقم: 10/310
خلاصة حكم المحدث: ثابت


4. يقولون أن أبا بكر رضي الله عنه أحرق صحيفة فيها 500 حديث:

الرد: لم تثبت هذه الرواية.

وإن ثبتت فإما أن يكون فعلها حذرا من أن يكون رجلا ممن وثق فيه أبو بكر قد كتب شيئا إدعى أن الرسول حدثه به و هو ليس كذلك, أو خشية من أن يظن الناس أن الأحاديث التي يؤخذ بها هي فقط التي في هذه الصحيفة, إذ أن الناس سيقولون فيما ورد خارج هذه الصحيفة لو كان الرسول قد قال كذا و كذا لما خفي ذاك الشيء عن أبي بكر.

يجب أن نعلم أن الصحابة هم أكثر تعظيما و محبة لرسولنا الكريم من أي أحد و لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن ننسب مثل هذه الأعمال لهم, أولئك الذين قال الله تعالى فيهم: رضي الله عنهم و رضوا عنه.

جميع الصحابة استشهدوا بأحاديث كثيرة للنبي, نذكر منها:

علي بن أبي طالب:

عن علي رضي الله عنه أنه قال لو كان الدين بالقياس أو بالرأي لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره إلا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظاهر خفيه.
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الخطابي - المصدر: معالم السنن - الصفحة أو الرقم: 1/51
خلاصة حكم المحدث: ثابت

عبدالله بن مسعود:

من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فإن الله عز وجل شرع سنن الهدى لنبيه وإنهن من سنن الهدي وإني لا أحسب منكم أحدا إلا له مسجد يصلي فيه في بيته فلو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم لتركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم.
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/166
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

أخيرا وليس بآخر, قال عليه أفضل السلام و أتم التسليم:
إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبدا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما: كتاب الله وسنتي ولم يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 2/251
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ولله در ابن القيم إذ يقول:
لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا ............................................كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى يراه بكرة وأصيلا
نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا ................................................فإ ذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا
طرق الهدى مسدودة إلا على من أم هذا الوحي والتنزيلا......................................... ...فإذا عدلت عن الطريق تعمدا فاعلم أنك ما أردت وصولا
يا طالباً درك الهدى بالعقل دون النقل لن تلقى لذاك دليلاً

أرجو أن أكون قد وفقت في نقل أقوال أهل العلم في دحض تلك الشبهة الفاسدة.


و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصحف العربيه

راديو القران

المجد للقرأن