الزائرين

free counters

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، مايو 18، 2012

عمر بن الخطاب وزهده فى الدنيا



تعالَ - أخي المسلم - لنعيش وإيَّاكم مع بعض من مواقف هذا الرجل الذي ضرب فيها أروعَالأمثلة في العدل ورَفْعِ الظلم عن الناس، وفي الزهد والوَرَع والخوف من الله، وكم نحن اليوم بحاجة إلى سماع مثل هذه الأخبار؛ لعلَّها تكون دافعًا لنا إلى التغيير.



الموقف الأول




أين المسلمون من عمر؟ وأين نساء الأمة من زوجته فاطمة؟


عندما تولَّى "عمر" الخلافة نَظَرَ في بيت مال المسلمين، ثم نظر إلى ما في يده، ثم نظر إلى ما في يد أمراء بني أُميَّة، فماذا فعل يا تُرى؟

بدأ بنفسه، فدعا زوجه فاطمة ابنةَ الخليفة عبدالملك بن مروان، وزوجةَ الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأختَ الخلفاء الأربعة: الوليد، وسليمان، ويَزِيد، وهشام، هم خلفاء بحكم الوراثة، 

فسألها عمر سؤالاً، قال لها: اختاري يا فاطمة،

قالت: أيَّ شيءٍ اختار يا أمير المؤمنين؟


قال لها: إما أن تختاري الذهب والجواهر والزُّمُرُّد ومتاع الدنيا،
وإما أن تختاري عمر بن عبدالعزيز،
نَعَمْ، خَيَّرَها عمر بين نفسه وبين ما تملك من زينة زُفَّتْ بها؛ لأنها بنت الخليفة.

فماذا قالت فاطمة؟ 

هذه السيدة المسلمة التي تربَّت في مدارس الإسلام، ونهلت من مناهل القرآن، 
قالت بلسان اليقين، ومنطق الحق المبين:

والله لا أختار عليك أحدًا يا أمير المؤمنين، هذا ذهبي، وتلك ثياب زفافي المرصَّعة بالماس والزُّمُرُّد،

ثم قالت: إلى أين تريد الذهاب بها يا عمر؟ 

قال: سأذهب بها إلى بيت مال المسلمين؛ لتكون للفقراء والمساكين!



الله أكبر، هذا هو العدل كله، وهذه هي النزاهة كلُّها، وهذا هو الزُّهد كلُّه، والإخلاص كلُّه.يا عمر، 

وإذا بفاطمة تقول بلسان يَقِينها: 

جعلني الله وإياك - يا عمر - فِداءً لله ورسوله.

وعندما مات عمر، وتولَّى الخلافة بعده "يزيد بن عبدالملكأخو فاطمة، فقال لها: 

يا فاطمة، أنا أعلم أنَّ عمر أخَذَ مالك كلَّه، ووضعه في بيت المال، أتأذنين أنْ أعيدَه إليك؟

فقالت له بلسان الحقِّ: ماذا تقول يا يَزِيد؟! أتريد أن آخذَ شيئًا وضعه عمر في بيت مال المسلمين؟! 

فو الله الذي لا إله إلا هو، لن أطيعه حيًّا وأغضبه ميِّتًا أبدًا، 

وما غادرتْ بيتها قط بعد عمر، حتى وافتها المنيَّة - رضي الله عنها.


هكذا كان عمر، وإلى كمْ عمر نحتاج من الرجال في عصرنا هذا؟! وإلى كمْ فاطمة نحتاج من

النساء؟!




الموقف الثاني




انقلب عمر بعد أن بدأ بنفسه إلى بني أُميَّة، 

فقطع كلَّ صلاتٍ كانوا يأخذونها وأعطياتٍ كانوا يستلمونها،

نظر إلى بيت المال، فإذا اسمه بيت مال المسلمين، ليس بيتَ مال عمر، ولا بيت مال الأمراء،

فكلُّ مال أُخِذَ من بيت مال المسلمين فدُفِع إلى أمير، قام عليه عمر فردَّه من حيث أُخِذ،

واستشاط أمراء بني أُميَّة غضبًا، فأرسلوا إليه ابنَه عبدالملك،

فقالوا: يا عبدالملك، إما أن تستأذنَ لنا على أبيك، وإما أن تبلِّغه عنَّا،

قال: قولوا،

قالوا: أخبِره أنَّ مَن كان قبله من الأمراء يعطوننا أعطيات ويصلوننا بصلاتٍ، وأنه قد قطعها عنَّا، مُرْهُ فليردَّها علينا،

وأَبْلَغَ عبدالملك أباه المقالةَ،

فقال: ارْجِع إليهم، فقل لهم: إن أبي يقول: إني أخاف إن عصيتُ ربِّي عذابَ يومٍ عظيم، إني أخاف إن عصيتُ ربِّي عذابَ يوم عظيم.

أرأيْتُم كيف حافظ عمر على أموال المسلمين؟

فيا أصحاب الوظائف، يا أيُّها الأُمَنَاء على المسلمين، حافظوا على أموال المسلمين كما تحافظون على أموالكم، وخذوا الدرس والعِبْرة من ابن عبدالعزيز،
واجعلوا شعاركم: إني أخاف إن عصيتُ ربِّي عذابَ يوم عظيم



الموقف الثالث


حال بيت عمر: 

عاد سيدنا عمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - يومًا إلى داره بعد صلاة العِشاء، ولمح بناته الصغار، فسلَّم عليهنَّ كعادته،
وبدلاً من أن يسارعْنَ نحوه بالتحيَّة كعادتهنَّ،

رُحْنَ يتبادَرْنَ البابَ ويُغَطِّينَ أفْوَاهَهُنَّ بأَكُفِّهِنَّ،

فسأل: ما شأنهُنَّ؟

فأُجِيب بأنه لم يكن لديهِنَّ ما يَتَعَشَّيْنَ به سوى عدس وبصل، فَكَرِهْنَ أن يُشَمَّ مِن أفَوَاهِهِنَّ ريحُ البصل، فتحاشَيْنَه لهذا،

فبكى أمير المؤمنين،

وقال يخاطِبُهُنَّ: يا بناتي، ما ينفعُكُنَّ أن تَعِشْنَ الألوان والأطايب، ثم يُذهَبُ بأبيكُنَّ إلى النار.

الله أكبر، بنات أمير المؤمنين، لا أقول: أمير العراق، أو أمير مصر، أو أمير الشام، إنما أقول: عمر بن عبدالعزيز الذي وصلتْ خيول الدولة في عهده إلى أبواب باريس غربًا، وإلي الصين شرقًا،

ولم يكن لدى بناته ما يَتعَشَّيْنَ به سوى "عدس، وبصل".

لنقل على لسان أمير المؤمنين، لنقل لِمَن يملؤون بطونهم بالألوان والأطايب في نفس الوقتالذي تشكو عوائل كاملة الجوع على مقربة منهم،

اعقلوا كلمات ابن عبدالعزيز، وتخيَّلُوا حال بنات خليفة يَتَعَشَّيْنَ العدس والبصل، وأبوهُنَّ خليفة لأكبر دولة!

لا نريد منكم أن ترفضوا الأطايب والألوان من الطعام والشراب، ولكن الْتَفِتُوا ولو بالشيء القليل إلى الأرامل والأيتام والمساكين؛ لتربحوا خيرًا عند الله.


الموقف الرابع






يحكي أن إبنة عمر بن عبدالعزيز دخلت علية تبكي وكانت طفلة صغيرة انذاك وكان يوم عيد للمسلمين فسألها ماذا يبكيك؟
قالت: كل الأطفال يرتدون ثيابا جديدة وأنا إبنة أمير المومنين أرتدي ثوبا قديما..

فتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال قال له :

أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهر القادم ؟

فقال له الخازن : ولم يا أمير المؤمنين ؟

فحكى له عمر

فقال الخازن لا مانع ولكن بشرط

فقال عمر وما هذا الشرط ؟؟

فقال الخازن : أن تضمن لي أن تبقى حيا حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقا

فتركه عمر وعاد فسأله أبنائه : ماذا فعلت يا أبانا ؟

قال : أتصبرون وندخل جميعا الجنة أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار!
وقال :يا بناتي، ليس العيد من لبس الجديد، إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد!

إذًا ليكنْ يقينُنا كما قال ابن عمر: "إذا أصبحت، فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت، فلا تنتظر الصباح".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصحف العربيه

راديو القران

المجد للقرأن