آفاق علمية وتربوية - من المعروف أن النوم أساسي للصحة.وإيقاع النوم كذلك وفقا لدراسة بريطانية جديدة.فقد عمد باحثون بريطانيون إلى تغيير إيقاع النوم ليتم بالتالي تعديل تعبير الجينات بالنسبة لبروتينات أساسية.
يتم التحكم لدى الثدييات في الإيقاع البيولوجي اليومي من قِبل نواة تقع في منطقة الهيبوتالاموس، وهي منطقة صغيرة من الدماغ تعمل على تزامن جميع خلايا الجسم على نفس الإيقاع.وعندما يتم تغيير هذا الإيقاع يختل لدينا الجينوم أيضا.
فجسمنا يقوم بضبط إيقاع النوم اعتمادا على الإضاءة.إذ انه ينشط نهارا ويستريح ليلا.ويتحكم هذا الإيقاع الدوري البيولوجي في العديد من الميكانيزمات الفيزيولوجية مثل درجة حرارة الجسم والدورة الدموية والاستقلاب الخلوي والإنتاج الهرموني.ومن شان اختلاله أن يؤدي إلى زيادة مخاطر تطوير أمراض عديدة،مثل السرطان والسكري وحتى بعض الأمراض النفسية مثل الاضطراب الثنائي القطب والفصام الشخصي.
ومنذ سنوات اكتشف العلماء بالتدريج أهمية النوم بالنسبة للصحة.فهو يسمح للجسم باستعادة الطاقة ويحمينا من أمراض مختلفة مثل الاكتئاب والسمنة وسرطان البروستاتا.كما برهن فريق علمي العام الماضي أيضا على أن الحرمان من النوم يؤدي إلى الاختلال الكلي للجينوم البشري.وقد حاول باحثون بريطانيون تعميق البحث في المسالة وانكبوا على دراسة الرابط بين إيقاع النوم والصحة،فجاءت نتائج أبحاثهم المنشورة على صفحات موقع الأكاديمية الأمريكية للعلوم Pnas لتكشف أن الاختلال في مراحل النوم يعمل على تعديل تعبير الجينات ويؤثر على الرفاه.
فخلال التجربة التي دامت ثلاثة أيام -من 28 ساعة- معفية من الإيقاع البيولوجي اليومي،قام الباحثون بتوظيف 22 متطوعا أصحاء.وقد تم العمل في كل يوم على تأخير إيقاع النوم بمقدار أربع ساعات كل يوم(24+4=28)، أي ما حصيلته 12 ساعة في المجموع.وقد تم خلال التجربة جمع عينات من الدم و تحليل تعبير الجينات، فجاءت النتيجة كالتالي:الجينات المسئولة عن التحكم في الإيقاع البيولوجي اليومي هي اقل تعبيرا بست مرات. وترمز هذه الجينات لمنظِّمات كاملة تدخل في عمليات خلوية أساسية مثل النسخ الوراثي والترجمة الوراثية.
تبين هذه الدراسة إذن تأثير التفاوت الزمني وتأثير المهن ذات التوقيت غير المنتظم على الصحة. ويفسر هذا بالطبع لماذا نشعر بالضعف الشديد بمجرد تغيير إيقاعنا البيولوجي اليومي.
تبين هذه الدراسة إذن تأثير التفاوت الزمني وتأثير المهن ذات التوقيت غير المنتظم على الصحة. ويفسر هذا بالطبع لماذا نشعر بالضعف الشديد بمجرد تغيير إيقاعنا البيولوجي اليومي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق