الكورتيزون..المتهم....البريء
المقدمـة
حينما تسأل الناس عن الكورتيزون, يجيبونك بأنه خطير وله أضرار كثيرة وهو الذي يخزن الماء بالجسم فينتفخ , وأنه يؤخذ للأمراض المستعصية فقط, كل ذلك دون أن يعرف ماهية الكورتيزون وآثاره.
ولكن يا ترى ما هو الكورتيزون؟ وما هي أضراره؟ وما هي فوائده؟ وهل هو موجود في الجسم الطبيعي؟ ولماذا؟ ومتى؟ وما هي شروط استخدامه في العلاج حتى لا يأتي بنتيجة عكسية؟.... كل هذه الأسئلة وأكثر نجيب عنها بالتفصيل بإذن الله.
الكورتيزول " فكرة عامة "
كورتيزول لحاء الكظر، الشهير بكورتيزون, له الكثير من الفوائد منها... ولكن دعنا نبدأ من نقطة البداية الأصلية..
من المنشأ..
الكلى مصفاة الدم بالجسم, يبلغ حجم الواحدة 1×2×3 بوصة وتقع في التجويف البطني بجانب المعدة و الطحال والعمود الفقرى.
فوق كل كلية تقع غدة على شكل "كاب" أو غطاء, صغيرة في الحجم, عظيمة في التأثير, تزن 4 جم فقط تسمى الغدة الكظرية وهي جزئين: لحاء خارجي (قشرة) ولب داخلي.
اللحاء يفرز الكورتيزول و هرمون الألدوستيرون المسئوول عن توازن الأملاح والشوارد الكهربائية في أجسادنا (مثل : الصوديوم و البوتاسيوم والكلورايد), والأندروجينات (هرمونات) الذكرية عند الرجال و النساء سواء, أما اللب فيفرز الكاتيكول أمينات (الأدرينالين والنورأدرينالين) المسؤولة عن تصرفاتنا في الخطر والخوف.
يُفرز الكورتيزول في أجسادنا طبيعياً بمقدار 10-20 مجم يومياً ولكن بتركيزات مختلفة في أوقات مختلفة, وذلك أنه يفرز بتحكم من المخ من منطقة "تحت سرير المخ = ما تحت المهاد"Hypothalamus إذ يبعث برسوله هرمون غذاء القشرة CRF إلى الغدة النخامية وهي غدة داخل الجمجمة في مستوى الأنف, صغيرة في الحجم إلا أنه يطلق عليها سيدة الغدد (أو مايسترو الغدد الصماء لأنها تتحكم في كل الغدد الصماء في الجسم مثل الغدة الكظرية والبنكرياس والمبايض والخصيتين والغدة الدرقية) وهي التي تستقبل رسول المخ وتصدر فوراً هورمون الكورتيكوتروفين ACTH إلى الغدة الكظرية التي يستجيب لحاؤها و يفرز الكورتيزول والذي حين يزداد في الدم يذهب بنفسه إلى المخ والغدة النخامية ليوقف عملية إخراجه حتى لا يزيد عن اللزوم, ويظل في الدم يُستهلك حتى يقل فيشعر "تحت سرير المخ" بذلك فيبعث برسوله إلى الغدة النخامية مرة أخرى وهكذا فيما يٌعرف بالنسق الدوّار Circadian Rhythm, وهذا يحدث طبيعياً إذ يقل الكورتيزول ليلاً ويزداد صباحاً ليصبح في ذروة تركيزه من الساعة 6-8 صباحاً, والكورتيزول هو المسئول عن النشاط والحيوية ولذلك فأفضل أوقات التركيز في الصباح (بورك لأمتي في بكورها) - حديث شريف - ويستمر هذا التأثير طوال اليوم ويقل ليلاً, يقول الله تعالى: (وجعلنا الليل لباساً - وجعلنا النّهار معاشاً) حتى نستطيع النوم بهدوء دون وجود عنصر منشّط يوقظنا من النوم, يقول الله تعالى: (وجعلنا نومكم سباتاً).
النسق الدوار
يزداد إفراز الهرمون في حالات الخطر والعصبية والخوف لكي يعطينا التركيز والقوة الكافية لمواجهة الخطر, ويزداد بين الوجبات ليزيد نسب السكر في الدم.
حين يدق مبعوث الغدة النخامية الكورتيكوتروفين الباب على الغدة الكظرية فإن الكورتيزول يٌصنّع ويٌفرَز وذلك عن طريق تحويل الكوليستيرول إلى مادة البريجنينولون والتي تتحول إلى كورتيزول والذي حين يخرج إلى الدم يصبح مثل مكفوف يقود سيارة فيرارى بسرعة عالية في شوارع مزدحمة يحتاج إلى مرافق يقوده ويقيده ويهدأ من حماسه الشديد وهذا المرافق اسمه ترانسكورتين CBG وهو الذي يمسك بالكورتيزول ويقيده بنسبة 90% ويترك فقط هذه ال10% من الحماس لتؤثر في الجسم.
ترانسكورتين
وفي أثناء الحمل يشتد التوتر والألم بالإضافة إلى عوامل أخرى تؤدي إلى إفراز الكورتيزول بنسبة عالية, وهذا له آثاره الضارة على الجنين ونموه كما سنعرف لاحقاً ولهذا فإن المرافق المنقذ الترانسكورتين يزداد أيضاً وبنفس الطريقة أثناء الحمل لكى يخفف من وطأة التأثير الشديدة للكورتيزول, وزيادة كلاً من الكورتيزول و الترانسكورتين في الأساس مازالت محل دراسة لمعرفة السبب.
إذاً يخرج الكورتيزول مع مرافقه, والأثر في الجسم يكون نتيجة للكورتيزول الغير مقيد, فيذهب إلى الخلايا ويقوم بتأثيره الذي سنذكره لاحقاً, ثم يذهب إلى الكبد ليتأيض (يتكسّر) ثم تذهب نتائج الأيض إلى الكلى لتخرج من الجسم عن طريق البول.
التأثيرات الفسيولوجية (الوظيفية) للكورتيزول
تأثيره على الأيض(تكسير وبناء المواد المكونة لأجسادنا):
النشويات:
الهدف الرئيسي هو زيادة السكر في الدم حتى يضمن للأعضاء التي لا تأكل إلا السكر أن تجد ما يكفي حاجتها مثل: القلب والمخ, وذلك عن طريق تكسير الدهون إلى جليسرول والبروتينات إلى أحماض أمينية ليحولها في الكبد إلى جلوكوز(صورة السكر الرئيسة في الدم), أيضاً يمنع الأعضاء الأخرى من تكسير السكر واستخدامه (عكس الإنسولين).
الدهون:
هناك تأثيران مؤكدان للكورتيزول على الدهون, الأول إعادة توزيع الدهون في الجسد بشكل غير عادي, إذ تتركز الدهون في أعلى الظهر مكونة "حدباً -قتبا-" وفي الوجه فيصبح مدوراً, وفوق الترقوتان, مع نحافة في الأطراف العلوية والسفلية , وهو ما يظنه الناس احتباسا للمياه بالجسد أو تحت الجلد فيصبح الجسم منتفخا الثاني هو أنه في وجود الكورتيزول تقوم كل المواد التي لها تأثير تكسيري بسيط للدهون بهدمها وبقوة مزيدة الأحماض الدهنية في الدم.
البروتينات:
تزيد من تكسيرها مما يؤدي- في حالة الجرعات الكبيرة- إلى نحافة العضلات, ونحالة العظام وهشاشتها,و بطء نموالجلد وهشاشة جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ظهور الكدمات واستمرارها بسهولة,و بطء إغلاق الجروح,و زيادة القرحة المعوية, وتأخر نمو الأعضاء النامية سريعاً مما يؤدي إلى تأخر نمو الأطفال, أيضاً يزداد تكوين البروتينات في الكبد كمحاولة لتعويض الفاقد المتكسّر.
تكسير الكورتيزول لمكونات الغذاء
الكلى:
يزيد من كمية خروج المياه من الجسد بزيادة كميتها في البول.
الكالسيوم:
الكورتيزول عدو الكالسيوم, فيمنع امتصاصه من الأمعاء ويزيد من خروج الموجود في الجسم عن طريق البول.
القلب والأوعية الدموية:
يرفع من ضغط الدم, ويزيد الاستجابة للأدرينالين والنورأدرينالين اللذين يرفعان من ضغط الدم ويسببان انقباض القلب والأوعية الدموية.
العضلات:
المقدار الطبيعي شرط لحيوية العضلات وحسن أدائها, أما إذا قل عن الطبيعى فسيحدث تعب وإرهاق وشد عضلي من أقل مجهود, وإذا زاد الكورتيزول فإنه كما ذكرنا يحدث اعتلال بالعضلة نتيجة لتآكل بروتيناتها.
الجهاز العصبي:
الكورتيزول له آثار كبيرة على الجهاز العصبى نتيجة لتأثيره في ضغط الدم ونسبة السكر فيه والتأثير المباشر له فيه, وفي دراسة واحدة ارتبط الكورتيزول بتحسين الذاكرة, فيؤثر في التركيز والحالة المزاجية والسلوك, فإذا زاد نجد النشوة والجذل وإذا قل نجد الاكتئاب واللامبالاة, أيضاً يؤدي إلى اليقظة والأرق والعصبية وزيادة النشاط البدنى, وكما ذكرنا فهو مسئول عن تثبيط المسئولين عن وجوده "تحت سرير المخ" والغدة النخامية.
الالتهاب والمناعة:
الكورتيزون يستعمل لعلاج الالتهاب ولكن ما هو الالتهاب؟
الالتهاب هو عملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد أو تعديل وضع شاذ في الجسم .. ومن الأمثلة على ذلك:
ما تقوم به العين من إفراز الدمع لطرد جسم غريب وكذلك القيء هو عملية دفاعية لطرد السموم من المعدة قبل أن يمتصها الجسم.
ولكن أحيانا يكون رد الفعل قويا أو يستمر مدة طويلة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وهنا يتم التدخل بإعطاء الدواء اللازم لإيقاف هذه الأعراض فمثلا
لو لسعت نحلة شخصا في يده – أي أنها حقنت في جلده مادة غريبة – أو دخل فيروس في كبد الإنسان فسيقوم الجسم بإعلان حالة طوارئ في تلك المنطقة، وتتنادى الأجسام المناعية ويفرز الهستامين فتتوسع الأوعية الدموية في المنطقة وتمتلىء بالسوائل فتتورم وترتفع فيها درجة الحرارة وقد توضع الحواجز أمام زحف الجسم الغريب وهو ما يدعى بالتليف ( وهو تحول الخلايا الحية إلى ما يشبه الألياف لا حياة فيها) فان استمر الالتهاب فقد يتليف معظم الكبد مثلا. لذا يجب إيقاف الالتهاب قبل أن يدمر الكبد أو الرئتين ( كما في الربو) أو الكلية وغير ذلك, عن طريق منع ما يُعرف بتفاعل الأجسام الغريبة مع الأجسام المضادة والذي ربما يكون من الشدة بحيث يكون قاتلاً.
والالتهاب قد يحدث أحيانا ثم يذهب دون الحاجة إلى إعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية ثم تختفي أو يسيل الأنف بعض الوقت ثم يتوقف، ولكن هناك أعراض وحالات شديدة كالربو والتهيج الجلدي المؤلم وغير ذلك كثير مما يتطلب معه إعطاء الأدوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون،يقلل الكورتيزول من الخلايا المناعية مثل الخلايا اللمفية والحمضية والقاعدية ويمنع دخول الخلايا البيضاء المتعادلة إلى الأنسجة التي تستهدفها فتظل بالدم فيزداد تعدادها, ويقلل من الأجسام المضادة في الجرعات الكبيرة.
الالتهاب هو عملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد أو تعديل وضع شاذ في الجسم .. ومن الأمثلة على ذلك:
ما تقوم به العين من إفراز الدمع لطرد جسم غريب وكذلك القيء هو عملية دفاعية لطرد السموم من المعدة قبل أن يمتصها الجسم.
ولكن أحيانا يكون رد الفعل قويا أو يستمر مدة طويلة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وهنا يتم التدخل بإعطاء الدواء اللازم لإيقاف هذه الأعراض فمثلا
لو لسعت نحلة شخصا في يده – أي أنها حقنت في جلده مادة غريبة – أو دخل فيروس في كبد الإنسان فسيقوم الجسم بإعلان حالة طوارئ في تلك المنطقة، وتتنادى الأجسام المناعية ويفرز الهستامين فتتوسع الأوعية الدموية في المنطقة وتمتلىء بالسوائل فتتورم وترتفع فيها درجة الحرارة وقد توضع الحواجز أمام زحف الجسم الغريب وهو ما يدعى بالتليف ( وهو تحول الخلايا الحية إلى ما يشبه الألياف لا حياة فيها) فان استمر الالتهاب فقد يتليف معظم الكبد مثلا. لذا يجب إيقاف الالتهاب قبل أن يدمر الكبد أو الرئتين ( كما في الربو) أو الكلية وغير ذلك, عن طريق منع ما يُعرف بتفاعل الأجسام الغريبة مع الأجسام المضادة والذي ربما يكون من الشدة بحيث يكون قاتلاً.
والالتهاب قد يحدث أحيانا ثم يذهب دون الحاجة إلى إعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية ثم تختفي أو يسيل الأنف بعض الوقت ثم يتوقف، ولكن هناك أعراض وحالات شديدة كالربو والتهيج الجلدي المؤلم وغير ذلك كثير مما يتطلب معه إعطاء الأدوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون،يقلل الكورتيزول من الخلايا المناعية مثل الخلايا اللمفية والحمضية والقاعدية ويمنع دخول الخلايا البيضاء المتعادلة إلى الأنسجة التي تستهدفها فتظل بالدم فيزداد تعدادها, ويقلل من الأجسام المضادة في الجرعات الكبيرة.
نموذج للالتهاب "التهاب اللوز"
والآن ماذا يحدث إذا قل الكورتيزول أو زاد بشدة ؟
1- مرض أديسون:
اكتشف العالم أديسون هذا المرض, وهو عبارة عن نقص في إفراز الكورتيزول إما نتيجة لعلة أصابت المخ أو الغدة النخامية (مرض أديسون الثانوى) أو الغدة الكظرية نفسها (مرض أديسون الأولي), مثل مرض الدرن (السل), أو الأورام بأنواعها.
وسيعانى هذا المريض من مشكلتين: مشكلة نقص الألدوستيرون ومشكلةنقص الكورتيزول.
المشكلة الأولى تتلخص أعراضها في:
1- اضطراب خروج الأملاح من الجسم فيفقد الجسم الملح والصوديوم والذي يجذب المياه ويبقيها في الجسم, فإذا فٌقد.. ضاع الماء وقل حجم الدم في الجسم مما يعرض المريض لهبوط حاد في ضغط الدورة الدموية.
2- زيادة البوتاسيوم في الدم والذي يؤدي إلى ضعف في انقباض عضلة القلب مما يؤدي في النهاية إلى توقف القلب.
3- زيادة أيونات الهيدروجين بالدم مما يؤدي إلى حمضية الدم.
أما مشكلة نقص الكورتيزول فأعراضها:
1- اضطراب في كمية الجلوكوز(السكر) في الدم بين الوجبات نتيجة لتوقف عملية تحويل البروتينات والدهون إلى سكر معرضاً القلب والمخ إلى التوقف عن العمل نتيجة الجوع.
2- زيادة تراكم البروتينات والدهون يعطل مسيرة التنمية ويقلل من عمل الخامات اللازمة لنمو الجسم وتعويض الفاقد مما يؤدي إلى الأنيميا.
3- تعب وكسل وخمول نتيجة لفقدان العامل الرئيسي للحركة والنشاط.
4- أي ضغط أو موقف خطر يواجهه الجسم سيتعامل معه بضعف نتيجة عدم وجود الكورتيزول الذي يتعامل مع مواقف الخطر مما يجعل حياة المريض في خطر من مجرد نزلة شعبية بسيطة.
5- تلون الجسم بألوان داكنة وذلك أنه حين يقل الكورتيزول يزداد عدد رسل الغدة النخامية للغدة الكظرية ACTH وهؤلاء الرسل يشبهون في شكلهم وتركيبهم هرمون إفراز صبغات لون الجسم MSH مما يؤدي إلى زيادة اللون في مناطق الثنيات بالذات والجسم عامة.
6- يعاني المريض من انخفاض ضغط الدم, قىء وإسهال.
2- متلازمة كوشينج:
وفي هذه الحالة يزداد إفراز الكورتيزول إما نتيجة ورم فاعل وظيفياً, في الغدة النخامية فيزداد عدد الرسل ACTH إلى الغدة الكظرية أو في الغدة نفسها فيزداد إفراز الكورتيزول وأعراض هذا المرض هي:
1- إعادة توزيع الدهون بالجسم فتقل في الأطراف وتتراكم في منطقة البطن والصدر (جذع الجاموس) وفي الحدبة, وفي الوجه فيصبح مدوراً (وجه القمر) وهو ما يظنه الناس انتفاخا كما ذكرنا سابقا .
2- أحياناً ما يتصرف الكورتيزول كهورمون ذكورة مؤدياً إلى زيادة ظهور الشعر في الجسم والوجه خاصة عند الرجال والنساء سواء, ويتصرف كالألدوستيرون مؤدياً إلى رفع ضغط الدم.
3- زيادة نسبة السكر في الدم بشدة مما يدفع البنكرياس إلى إفراز الإنسولين في محاولة لتقليل السكر في الدم مما يؤدي إلى استهلاك خلايا بيتا في البنكرياس التي تفرز الإنسولين مؤدياً إلى مرض "السكر الكظري" والذي يصبح صاحبه مريض سكر يعتمد على الإنسولين أبداً.
4- يقل البروتين من الجسم كله إلا في الكبد مما يؤدي حدوث اعتلال ونحافة في العضلات.
5- البروتين لازم لصنع جيش الخلايا المناعية, ونتيجة لاستهلاك البروتين, يقل حجم الأنسجة اللمفية المصنّعة مما يؤدي إلى تدهور المناعة وتعريض الحياة للخطر من أقل العداوى خطراً.
6- تمزق الكولاجين واستهلاكه كبروتين أيضاً يؤدي إلى سهولة تمزق الأنسجة ويؤدي إلى ظهور الكدمات بسهولة وتظهر بقع أرجوانية في مناطق ثنيات الجلد نتيجة لتمزقه هناك بسهولة.
7- قلة البروتين تؤدي إلى هشاشة العظام.
8- النشوة والجذل على صعيد التغيرات الذهنية.
طفلة مصابة بمتلازمة كوشينج مع أخيها الطبيعي
إعادة توزيع الدهون بالبطن والصدر مع ظهور واضح لخطوط صبغية
والآن متى نحتاج الكورتيزول كعلاج؟
نحتاج إليه في حالتين: كعلاج تعويضى بديل وفي حالات الالتهابات والأمراض المناعية.
1- علاج تعويضى بديل:
في حالات نقص الكورتيزول بالجسم وذلك نراه في ثلاث صور:
1- القصور الكظري الحاد (الأزمة الأديسونية):
نتيجة لتوقف مفاجىء لتأثيرات الكورتيزول بالجسم ويحدث عادة نتيجة لمشكلات بتحت سرير المخ أو الغدة النخامية, أو حين يتوقف العلاج بالكورتيزول فجأة بعد فترة طويلة من العلاج به.
وتشمل أعراض الأزمة: غثيان وقيء وألم بالبطن, جفاف وضعف وانخفاض بضغط الدم.
وتعالج هذه الأزمة بتعليق محلول صوديوم كلوريد وجلوكوز 5% و100 مج من فوسفات الكورتيزول كل 6 ساعات حتى تستقر حالة المريض, ثم تقلل الجرعة على مدار 5 أيام مع علاج المرض المسبب للأزمة.
2- القصور الكظري المزمن (مرض أديسون):
وقد ذكرنا أعراضه فيما سبق, وأما العلاج فيكون 30 مج كورتيزول يومياً على أن تقسم الجرعة إلى 20 مج في السابعة صباحاً و10 مج في العاشرة صباحاً. ولا شيء باقي اليوم, وذلك في محاولة لمماثلة الدورة الطبيعية لتركيز الكورتيزول الطبيعى في الجسم.
والجدير بالذكر أن سبب هذين المرضين في الدول المتقدمة هو الأمراض المناعية التي يهاجم فيها الجسم الغدة ويدمرها, أما في الدول النامية فسبب هذين المرضين غالباً ما يكون الدرن (السل).
3- تكثر نسيج الكظر الخلقى:(Congenital Adrenal Hyperplasia)
وهو عيب جينى يعنى أن واحدا من الإنزيمات المتعددة المسؤولة عن إفراز الكورتيزول غير موجود نتيجة لطفرة جينية.
2- في حالات الالتهابات والأمراض المناعية:
1- الاضطرابات الروماتيزمية:
الكورتيزول عنصر حيوى في العلاج مثل أمراض: وِرام فاجنرز الحبيبى, متلازمة شارج ستراوس, التهاب الشريان العجري PAN أو الذئبة الحمراء SLE. وفي هذه الأمراض يستخدم الكورتيزول في صورة بريدنيزولون ولكن بالإضافة إلى عقار مثبط للمناعة الزائدة مثل الميثوتريكزيت وذلك تجنباً لاستخدام الكورتيزول وحده لمدة طويلة.
أيضاً في التهاب المفاصل الروماتيزمي, تجنباً للآثار الضارة للكورتيزول فإننا نستخدمه في حالة فشل الأسبيرين وعائلته NSAIDs في العلاج, بطريقة مؤقتة حتى يظهر مفعول الميثوتريكزيت والأدوية الأخرى المضادة للروماتيزم. أما بالنسبة للالتهابات المفصلية العظمية الأخرى فإن حقن الكورتيزول في المفاصل يؤدي إلى إخماد نيران الألم, إلا أنه يجب أن يفصل الحقن3 شهور حتى نتفادى الأعراض الجانبية.
2- الأمراض الكلوية:
مفيد في علاج متلازمة أمراض الكلى وفيها تخرج البروتينات في البول وينتفخ الجسم (أوديما) وتزيد الدهون بالدم, فيوصف البردنيزون لمدة شهر ونصف ثم نتوقف, وإذا عاد المرض مرة أخرى فإننا نستخدم مثبطات المناعة مثل السيكلوفوسفاميد.
3- أمراض الحساسية:
مثلا لو لسعت نحلة شخصا في يده وهو يعانى من حساسية من النحل ويقع ما يسمى بالصدمة الاستهدافية Anaphylactic Shock والتي ربما تكون مميتة, وهنا يجب أن نلجأ إلى الأدرينالين لأن الكورتيزول يتأخر وقوع تأثيره, وفي حالات الصدمة الشديدة نعلًق ميثيل بريدنيزولون 125مج في محلول كل 6 ساعات, وإذا لم تكن الحالة خطيرة فإن مضادات الهيستامين هي الأفضل.
ويرى الكثير من الخبراء أن الكورتيزول هو الأفضل في علاج الالتهاب الأنفي التحساسى Allergic Rhinitis .
الصدمة الاستهدافية
4- الأزمة الصدرية والأمراض الرئوية:
يفضل الأطباء بخاخات الكورتيزول مثل مواد البيكلوميثازين لعلاج الأزمة وبرغم تعريض الحلق للالتهاب الكنديدي نتيجة لتراكم حبات الكورتيزول عليه أثناء انتهاله أو استنشاقه إلا أن المضمضة كفيلة بتقليل نسبة حدوث هذه المشكلة, أما في حالة حدوث أزمة حادة تستدعي الذهاب إلى المستشفي, فإنه حقن 60مج ميثيل بريدنيزولون حتى تتحسن الحالة ثم استخدام 60 مج بريدنيزون كبسولات حتى تتحسن الحالة.
5- الأمراض العدوية:
بالرغم من أنه من الغريب أن يستخدم مثبط للمناعة في الأمراض التي يحتاج علاجها إلى مناعة مرتفعة إلا أنه ُثبت أن الكورتيزول حين يضاف إلى المضادات الحيوية عند مرضى الإيدز لعلاج الالتهاب الرئوي فإنه يزيد من نسبة الأكسجين بالرئة, ويقلل من منسوب الوفيات, أيضاً له تأثير حيوي في صدمة تعفن الدم بالجراثيم Septic Shock.
5- أمراض العيون:
يٌستخدم الكورتيزول في عالج التهابات العين ويجب أن يتم بمعرفة متخصص في أمراض العيون. لعلاج التهابات الحجرة الأمامية من العين يوصف محلول 0.1% ديكساميثازون صوديوم فوسفات قطرة كل 4 ساعات ومرهم 0.05% ديكساميثازون صوديوم فوسفات في العين عند النوم.
وللالتهابات الحجرة الخلفية للعين يٌستخدم 30 مج بريدنيزون يومياً كبسولات.
والجدير بالذكر أن الكورتيزول يخفي مضاعفات الالتهابات بالملتحمة إذا كان سببها بكتيريا أو فيروسات أو فطريات حتى يضيع البصر تدريجياً وبصورة لا رجعة فيها ولا إصلاح.
6- الأمراض الجلدية:
له دور كبير في علاجها, فمثلاً للإكزيما 1% كورتيزول مرتين يومياً, وله دور كبير في علاج حبّ الشباب. إلا أن الخطورة تكمن في أن الجلد يشرب الكورتيزول ويصدّره للجسم معرضاً إياه لمخاطر زيادة الكورتيزول.
أيضاً قد يٌستخدم الكورتيزول عن طريق الفم وبجرعات كبيرة في أمراض مثل مرض الفقاعى (مرض جلدى مزمن):120 مج بردنيزون يومياً.
مرض الفقاعي
اكزيما
7- أمراض الجهاز الهضمى:
مفيد في التهابات الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحى Ulcerative Colitis ومرض كرونز Chron's Disease, برغم حقيقة أنه يغطى حدوث مضاعفات هذه الأمراض مثل الالتهاب البريتوني وثقب الأمعاء.
التهاب القولون التقرحي
مرض كرونز
8- الأمراض الكبدية:
برغم أنه من غير المرغوب استخدام الكورتيزول في الأمراض الكبدية لأن الكبد هو من يتخلص من الكورتيزول وهو الآن مريض, فلن يوجد من يٌخّلص الجسم منه, إلا أنه أثبت كفاءته في الأمراض المناعية المدمّرة للكبد, فهو يقضى عليها بدوره كمثبّط للمناعة.
9- الأورام:
أثبت الكورتيزول كفاءته في علاج سرطان الدم الليمفاوى نتيجة لتثبيطه للأجسام والأنسجة الليمفاوية.
10- الأوديما المخيّة:
وهي زيادة الضغط على المخ بالسوائل المحيطة به نتيجة للطفيليات والأورام والحوادث, ويٌستخدم الكورتيزول في تخفيفها.
11- أخرى:
يٌستخدم في إيقاف مناعة الجسم من لفظ الجسم المزروع فيه عن طريق تثبيط المناعة, أيضاً بعط الحوادث التي يٌصاب فيه النخاع الشوكى يحدث تدهور شديد في الوظائف العصبية والتي تقل بشكل مدهش مع استخدام جرعات كبيرة من الكورتيزول.
ما هي أضرار الكورتيزول؟ (سٌميّة الكورتيزول):
هناك نوعان من السٌميّة: واحدة نتيجة للتوقف عن تناول الكورتيزول والأخرى نتيجةً لأخذه بجرعات أعلى من الطبيعى.
1- التوقف عن تناول الكورتيزول:
أقوى رد فعل هو القصور الكظري الحاد كما ذكرنا ويجب أن نضع نظام لسحب الدواء من الجسم لمن تناوله لمدة تزيد عن الأسبوعين, أيضاً ربما يشعر المريض بآلام في المفاصل والعضلات وبعض الحمى والصداع.
2- تناول الكورتيزول بجرعات أعلى من الطبيعى:
1- قلوية الدم, ارتفاع ضغط الدم, ارتفاع منسوب السكر في الدم.
2- انخفاض مستوى المناعة.
3- قرحة المعدة بالذات مع المرضى الذين يتناولون الأسبيرين وأمثاله مع عرضة لثقب المعدة وقيء دموي.
4- اعتلال العضلات وتعبها, وتعظٌم المشكلة حين تتعب العضلات التنفسية مثل الحجاب الحاجز, وإصلاح هذه المشكلة لا يكون سريعاً.
5- تغيرات نفسية مثل: الأرق والتوتر, وتغيرات في الحالة المزاجية وربما تصل إلى الانتحار.
6- تكدر عدسة العين فيما يٌعرف بالكتاراكت أو المياه الزرقاء على العين وبالذات الأطفال ولذا فمن يأخذ جرعات من البريدنيزولون أكثر من 10 مج على المدى الطويل, لا بد أن يجروا اختبارات لوظائف العين أولاً بأول.
7- هشاشة العظام نتيجة لطرد الكالسيوم وتشجيع الخلايا ناقضة العظم وإضعاف مثيلاتها بانية العظم من العمل, ومن الثابت أن 50% من الذين يأخذون الكورتيزول على المدى الطويل يُصابون بهشاشة العظام ولذا فإنه يجب علىمن يتعالج بالكورتيزول على المدى الطويل أن يأكل 1500 مج كالسيوم (لبن, زبادى......) وأقراص كالسيوم وفيتامين د لحمايته من هذه المضاعفات.
8- تأخر النمو عند الأطفال نتيجة لمنع البروتين والعظم من النمو ولذا يجب إضافة هرمون نمو لتفادى هذه المشكلة.
9- متلازمة كوشينج كما ذكرنا من قبل.
الاحتياطات الواجب أخذها في الاعتبار عند وصف الكورتيزول وكيف نوقفه عند حده:
1- يجب أن يتأكد المريض من معدلاته الحيوية مثل الضغط والسكر والبوتاسيوم وكثافة العظام ووظائف العين والوزن مرة كل شهر على الأقل.
2- بعد توقف العلاج ولمدة سنتين على الأقل في حالة حدوث أي ضغط جسدي أو نفسي (جراحة, عدوى,.....) يجب أن تٌضاعف الجرعة لتغطى احتياجات الجسم لأن المخ والغدة النخامية لم يستعيدوا نشاطهم بعد.
3- يجب أن يٌسحب الدواء بالتدريج كما سبق أن ذكرنا.
4- يجب أن تٌماثل الجرعات التوقيت الوظيفي الطبيعي للكورتيزول, فيُأخذ صباحاً ولا يٌُأخذ مساء ولو حدث العكس لأصاب المريض النشاط ليلاً وأصابه الخمول نهاراً, وهذا يحدث أيضاً في الأصحاء وخاصة الطلبة إذا قلبوا نظام حياتهم فناموا نهاراً واستيقظوا ليلاً أيام الامتحانات ولمدة أسبوعين متتاليين مثلاً فيتحول نظام الجسم ويٌفرز الكورتيزول ليلاًَ ويقل نهاراً و..
ويأتي يوم الامتحان.....
يذهب الطالب إلى اللجنة صباحاً فيٌُفاجأ بخمول وكسل وتعب وقلة تركيز ويذهب تعبه وجدّه جفاءً, لذا فإياك وقلب النظام الطبيعى الذي خلقك الله عز وجل عليه.
5- وفي السيدة الحامل فإنه يُؤخذ كآخر خيار وبأقل الجرعات الممكنة حتى لا يؤثر في نمو الجنين ويوقف نموه ويُؤخذ أثناء فترة الرضاعة بجرعات أقل من 40 مج مع عدم دهن الصدر بالكورتيزول قبل الرضاعة حتى لا يخرج في اللبن.
6- من الممكن أن يسبب تأخر نمو الأطفال كما ذكرنا فيٌوصف معه هرمون النمو إذا كان الوصف للمدى الطويل وبجرعات كبيرة كما لا يجب أن يأخذ الطفل تطعيمات تحتوي فيروسات ضعيفة مثل تطعيمات الحصبة والالتهاب الكبدي الوبائي ب , ولكن يأخذ تطعيمات تحتوي على فيروسات مقتولة فقط.
7- لا يٌستخدم الكورتيزول كمضاد للالتهابات في حالات مرض السكر والقرحة والصرع وتاريخ مرضي باضطرابات نفسية والدرن وهبوط عضلة القلب .
مضادات الكورتيزول:
وفي حالة وجود ورم فاعل وظيفياً (يٌفرز الكورتيزول بغزارة) فإنه تُستخدم مستحضرات مثل الميتايرابون والتريلوستان وهما يوقفان أحد الإنزيمات المكوّنة للكورتيزول.
أيضاً الكيتوكونازول وهو أساساً مضاد للفطريات إلا أنه في الجرعات الكبيرة يوقف تصنيع الهورمونات شبيهات الكوليستيرولات Steroids مثل الكورتيزول إلا أنه سام للكبد.
ومستحضر الميتايرابون غير موجود بالصيدليات ولكنه يطلب من شركات الأدوية.
الجديد في تكنولوجيا الكورتيزول:
1- يحاول العلماء إيجاد كورتيزول لا يعمل بكل هذه الآليات وله مثل هذا التأثير الشامل الذي يشكل غالباً آثاراً سلبية, ولكن فقط له القدرة على أداء وظيفة واحدة ألا وهي تثبيط الالتهابات, وفي وقت كتابة هذا المقال، تم إحراز نجاحات جيدة في هذا المجال.
2- من المعروف أن المستقبلات على خلايا الجسم مختلفة, وبالتالي فإن قوة استقبالها للكورتيزول مختلفة. ومن هنا تقوم محاولات لتصنيع كورتيزول لا تقبله إلا خلايا الالتهاب فقط.
والآن أعرض جدولا موضحا للكورتيزول وإخوانه ومدى فاعليتهم كمضادات للالتهاب ومدى تأثيرهم كألدوستيرونات في الوظيفة من حيث إبقاء الصوديوم في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وضعف للعضلات..., مع العلم أن مقياس قوة المستحضر تقاس بكم وحدة من وحدات الهورمون الأب: الكورتيزول.
اسم المستحضر | قوته تقريباً | الجرعة المكافئة للكورتيزول الطبيعى ليضاد الالتهابات | |
كمضاد للالتهابات | كحابس للصوديوم | ||
الكورتيزول(الأب) "الهيدروكورتيزون" الكورتيزون البريدنيزولون البريدنيزون الديكساميثازون البيتاميثازون الفلودروكورتيزون |
[الرسالة مقتطعة] عرض كامل الرسالة
image036.jpg 14 كيلوبايت عرض تنزيل |
image037.jpg 11 كيلوبايت عرض تنزيل |
image035.jpg 12 كيلوبايت عرض تنزيل |
image038.jpg 24 كيلوبايت عرض تنزيل |
image036.jpg 14 كيلوبايت عرض |
image037.jpg 11 كيلوبايت عرض |
image035.jpg 12 كيلوبايت عرض |
image038.jpg 24 كيلوبايت عرض |
رد | إعادة توجيه | دعوة Ibrahim Gharawi إلى الدردشة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق