العميد المنشق مناف طلاس





العربية.نت
بعد انشقاق العميد مناف طلاس عن الجيش السوري نسلط الضوء على سيرته الذاتية لكون انشقاقه يمثل ضربة قاصمة للنظام السوري، لأنه كان أحد أفراد الدائرة المغلقة المقربة من بشار الأسد.

وينظر إلى مناف طلاس (48 عاما) على أنه أحد رموز "الشباب المدلل" في دمشق، بهي الطلعة، أنيق، يحب السيارات الفخمة، يدخن السيجار، ويرتاد المقاهي الحديثة في العاصمة السورية. وتبقى مقهى الكوت "دازور" الفرنسية وجهته المفضلة خلال فصل الصيف. ومناف هو الابن الأوسط في عائلة من أربعة أولاد بحسب وكالة فرانس برس.

وبعيد اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الحكم في دمشق، أقدم النظام في دمشق على إقصائه من مهامه في الحرس الجمهوري، بعد أن فقد النظام الثقة به، بحسب ما أفاد مصدر قريب من السلطات السورية.

وأضاف المصدر أن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة لم يكتب لها النجاح بين السلطة والمعارضين في الرستن، مسقط رأسه، ودرعا (جنوب البلاد)، مؤكدا في الوقت ذاته أن طلاس تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر وبات ينتقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق وأطلق لحيته وشعره.
سبب الانشقاق
وقال مصدر آخر في دمشق إن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في شباط/فبراير وآذار/مارس الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.

وأشار المصدر إلى أن ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته إلى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر تموز/يوليو من كل سنة.

ومن جهة ثانية أفاد مصدر مقرب من مناف طلاس أن كل عائلته أصبحت خارج سوريا، وكذلك شقيقه رجل الأعمال فراس طلاس المستقر في دبي والذي نشر في مطلع الحركة الاحتجاجية تعليقات مؤيدة لها على مدونته على شبكة الانترنت. 
والده كان صديقاً حميماً لحافظ الأسد
وفيما يتعلق بوالده، مصطفى طلاس، فكان صديقا للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي حكم سوريا لمدة ثلاثين عاما. وأصبح مناف صديقا لباسل الأسد، النجل الأكبر لحافظ الأسد الذي توفي في حادث سيارة العام 1994، ثم صديقا لشقيقه بشار، وبعدها توجه باسل ومناف نحو الحياة العسكرية، وكانا ضابطين في الحرس الجمهوري، قوات النخبة العسكرية في البلاد.

وفي هذا السياق يقول الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش "مصطفى طلاس قام بخيار فائق الذكاء، حيث وضع ابنه الثالث في الجيش وابنه الأكبر فراس في مجال الأعمال".

وكان فراس يشرف على مجموعة "من أجل سوريا" المتخصصة في إمداد الجيش السوري بالمواد الغذائية والملابس والأدوية. وقد أعطت عائلة الأسد عائلة طلاس هذا الامتياز، لأن مصطفى طلاس المنتمي إلى الطائفة السنية كان يشكل إحدى الضمانات السنية لنظام آل الأسد العلوي.

ويضيف الخبير: بين 1958 و1961، فترة إعلان الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، كان حافظ الأسد ومصطفى طلاس، العضوان في حزب البعث، يخدمان في القاهرة، وكانا معارضين للوحدة، في 1970، وصل حافظ الأسد إلى السلطة، وبعد سنتين عين طلاس وزيرا للدفاع. مشيرا إلى أن عائلة طلاس كانت مدللة من النظام.
وصرح الخبير قائلا: إن مهام مصطفى طلاس الدفاعية لم تمنعه من وضع كتاب عن الأزهار في سوريا، وكتب أخرى معادية للسامية، وبعض القصائد الموجهة إلى الممثلة الايطالية جينا لولو.


هذا ويتولى أحد أبناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة "كتيبة الفاروق" التابعة للجيش السوري الحر في حمص.