الزائرين

free counters

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، أغسطس 13، 2011

‏ الشهيد محمد عبد القادر.. لمن لم يهمه الأمر


مختار نوح   |  11-08-2011 02:08

جلس الرئيس السابق حسنى مبارك فى قفص مكيف وله دورة مياه مكيفة وكانت المعاملة فى غاية الإحترام له وللحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق وكل ذلك فى قاعة أعدت خصيصاً لمحاكمة قتلة الآلاف من الأبرياء .

وانتهت الجلسة لينتقل الرئيس السابق إلى أكبر مستشفى عالمى منقولاً على سرير ثمنه أعلى من ثمن أحسن سيارة ألمانى .

وعلى رأى الست دى أمى " مين يلاقى الدلع .. وما يتدلعش " وتذكرت جلوس الآلاف من الشعب المصرى فى أقذر أقفاص على المستوى العالمى وهم يحاكمون على غير تهمة .

وسجن المحكوم بمنطقة طرة الذى كان لا يسمح فيه بالدخول إلى دورة المياه ومن باب الرحمة كان يتم توزيع أكياس بلاستيكية على المعتقلين لقضاء حاجتهم .. وتذكرت أشياء كثيرة أردت أن أشرك القارىء معى فى واحدة منها وهى قصة الشهيد محمد عبد القادر وقلت فى نفسى فلتكن إهداء إلى اللذين تأثروا برؤية الرئيس السابق فى داخل القفص أو ذرفوا دمعة من أجله ومن أجل الحبيب العادلى .. وتبدأ القصة فى منتصف شهر سبتمبر من عام 2003 إذ تم القبض على الشاب محمد عبد القادر .. وكالعادة لم يكن القبض على المصريين بناء على قانون أو على إذن من نيابة أو حتى من شيخ الحارة ثم تم إيداعه فى قسم حدائق القبة بالقاهرة وكالعادة أيضاً لم يعرف أهله سبب القبض عليه أو مكان إحتجازه أو أى معلومات أخرى يهدأ بها بال الأطفال الصغار أو الأم المسنة أو الأب العاجز عن الكسب أو الزوجة الشابة .. إلا أنهم وبعد أيام قليلة تسلموا ورقة صغيرة يأمرهم كاتبها فيها بأن يحضروا إلى قسم الحدائق ليتسلموا جثة المذكور .. وبالطبع كان هذا المذكور هو الشهيد محمد عبد القادر .. ولما كان أهله من الخاضعين لحكم الطغاة فقد ذهبوا فى صمت وحزن دفين لاستلام جثة إبنهم الشاب الذى لم يزد عن الخامسة والثلاثين من عمره ..فوجدوا أمامهم جثة تملأها آثار التعذيب فى الوجه والصدر والساقين وأعلى الفخذ مع تورم فى بعض المناطق الوسطى كالبطن والصدر وإنتشار للون يشبه الزرقة المائلة إلى السواد مع وجود آثار تتخلف عادة من الضرب بالعصا وعلامات ترتبط بالصعق بالكهرباء فى منطقة الصدر ..

وكانت التعليمات تحرم الأهل حتى من البكاء لكنها لم تمنعهم من أن يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل إلا أن مأمور القسم أراد أن يخلى مسئوليته لأنه ليس له كما يقولون فى " الثور أو فى الطحين " .. فهو مجرد قرطاس كأى مأمور سجن يدخل إليه ضباط أمن الدولة ثم يقتلون الضحية أو يصحبونها إلى أى سلخانة للذبح أو التعذيب – إلا أن هذا المامور رفض أن يكون قرطاساً فقام بإبلاغ النيابة العامة بالواقعة .

وإضطرت النيابة العامة إلى تحريك الدعوى العمومية .. وهى نادراً ما كانت تضطر لذلك وأرفق التقرير الطبى الشرعى بالأوراق ليؤكد تعرض الشهيد محمد عبد القادر إلى تعذيب فاق كل تصور .

وإلى هنا والمفروض أن تنتهى القصة .. لكن أبداً ... أخذ الشيطان يفكر فى طريقة أشد بطشاً فيتم القبض على شقيق الشهيد محمد عبد القادر وإعتقاله أيضاً دون سبب أو دليل .

وتبدأ مرحلة جديدة من مساومة أسرة الشهيد وزوجته الشابة الحاضنة لأطفاله الصغار وتهديد الأب المسن بعدم عودة إبنه الثانى إليه إلا بعد تنازله عن كافة حقوقه المدنية .

وإستمرت مساومة الأهل والضغط عليهم حتى نهاية عام 2005 .. بل وتم إلزام زوجة الشهيد بتغيير محاميها وإختيار أحد المحامين المرشحين لها من قبل مباحث أمن الدولة إلا أنها لم تفعل ... وأصرت على موقفها ... لكنها فى ذات الوقت تنازلت عن أى مقابل مادى وإمتنعت حتى عن أن تطالب بالتعويض عن قتل زوجها أمام القضاء...وقالت للطغاة إن حق زوجها سوف تأخذه من العادل الذى لا يضل ولا ينسى .. وتفرغت لتربية الصغار متمسكة بحقها كاملاً صابرة محتسبة إلى أن تم الإفراج عن شقيق زوجها فى عام 2007 بعد إعتقال ظالم إستمر أربع سنوات كاملة وأجبر الأبوان على التنازل عن بلاغهم حتى يتم الإفراج عن إبنهم الرهنية ..

وجلست زوجة الشهيد محمد عبد القادر تشاهد الأحداث دون أن تظهر على شاشة الفضائيات أو تقص روايتها وبالطبع فلم أستأذنها حتى فى نشر قصتها ذلك أنها أصبحت ملكاً للتاريخ ..و الآن ترى كيف عاش الصغار بعد أبيهم ؟ .. من أنفق عليهم ؟ .. كيف احتلوا المراكز الأولى فى دراستهم ؟! وكيف مرت السنوات منذ تاريخ استشهاد أبيهم فى 21/9/2003 وحتى الآن ؟ ! إسألوا فى هذا الأم الصابرة السيدة / أمل كامل التي مازالت ترفض الحديث ووهبت نفسها لتربية أبناء الشهيد..

المهم أنى أردت أن أسجل هذا النموذج وأن أهدى هذه القصة لمن يتباكون الآن على القاتل ولا يبكون على آلاف القتلى والضحايا .

وعـجبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصحف العربيه

راديو القران

المجد للقرأن