تجميد الموتى لإعادتهم للحياة مستقبلاً!!
شاهدت على الجزيرة فلم وثائقي عن تجميد الموتى لأجل إعادة انعاشهم في المستقبل عندما يتطور العلم!!
يبدأ الفلم مع عائلة تستعد لوفاة الأم إثر استفحال مرض السرطان ، وقد تعاقدوا مع شركة متخصصة في ذلك ولديها مركز للتجميد.
في أيامها الأخيرة يقضون بجانبها بإقامة الحفلات والحديث عن المستقبل بتفائل!!
عندما تحتضر الأم يسارعون بالاتصال بالشركة التي تحضر معداتها ولحظة موتها يتم سحب سوائها الداخلية واستبدالها بسوائل خاصة ثم توضع في أسطوانة تجميد تصطف مع اسطوانات أخرى مليئة بالموتى في مستودع!!
الأم تقول: عندما أعود للحياة أريد ان أتناول السبانخ مع كرات اللحم وأريد ان أضم أولادي إلى صدري واشمهم وان انعم برفقة زوجي .
الزوج يقول: ما دفعني الي تجميدها هو أني لا أريد ان أفقدها أبدا، سوف أجمد نفسي إذا مت، حتى نعود لنلتقي مرة أخرى !!!
احد البلهاء يقول: ليست المشكلة في إعادة أحيائهم ، فالعلم سوف يتطور، المشكلة في إعادة تأهيلهم اجتماعيا وإيجاد الوظائف التي تناسبهم!!!
احد المنتقدين لهما في الفلم يقول: ان لكل واحد عمر بيولوجي محدد على هذه الأرض ، ويجب ان يفسح المجال لغيره ولا يكون طماعا، فهذه فرصتك وقد أخدتها.
وآخر يقول: لا أحبذ فكرة ان يجمد احد أحبائي ، من مات فليدفن وكفى، لن يعود مجددا!!
ولعل أعقل ما سمعت قول أحدهم : هذه الشركة تبيع الوهم ، كيف يريدون أحياء الموتى، والى الان لم يكتشف احد سر الموت الكبير!!
--------
تعليقي: حالة من الضياع والتوهان والخوف تنتاب هؤلاء ، ينازعون الله في سر الحياة والموت يقول تعالى:( هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) ويريدون الخلود على هذه الارض وهذا محال ، يقول تعالى:(وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ)
طرفي نقيض أحدهم يريد العيش حتى وأن مات، والطرف الآخر يرى الحياة والموت حالة بيولوجية خالصة وان من يموت لا يعود حتى في اليوم الآخر ، والله يقول :(هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون)
المسلم باعتقاده الصحيح يعرف ان له عمر محدود في هذه الارض، يقول تعالى:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) وانه مأمور بإعمارها وعدم الإفساد فيها، يقول تعالى(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
وان مافعله الإنسان على هذه الارض محاسب عليه بعدما يبعثه الله في العالم الآخر ، يقول تعالى:(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
هذا الاعتقاد السليم هو الوصفه ؛لجعل الإنسان متوازن ومستقر نفسيا ليس ضائعا تائها تتخطفه الخرافات وتغرقه الضلالات.
أما الأحبة وفراقهم، فليس الموت هو الفراق الأخير ، بل الفراق الأبدي والمخيف هو ان تكون في جنة ويكون من تحب في النار أو العكس!! لذا حافظوا واسعوا في صلاح ذرايتكم واقربائكم واصدقائكم بالنصحية والدعاء والقدوة.
لا حرمني وإياكم الجنة ولا أحبائي واحبائكم
والحمد الله على نعمة الإسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق