علماء الأمة (4): الصقلي أو سطرابون العرب "الإدريسي"
نعود لكم من جديد في سلسلة "علماء الأمة" وهي سلسلة أسبوعية أطلقناها لنتحدث وإياكم عن أعظم من نهل من العلم وردَّ لهذا العالم بعضاً مما فتح الله به عليه، فتاريخنا وحاضرنا يزخر بمن يستحقوا أن نتذكرهم ونتحدث عن عظمة إنجازاتهم.
في هذا الجزء من السلسلة سنتطرق للحديث عن الرجل الذي اخترع علم الجغرافيا الذي أصبح ركيزة أساسية بين العلوم في حياتنا، إنه العالم المسلم محمد بن عبد الله الإدريسي.
ولد الإدريسي في عام 1099 ميلادي في مدينة سبتة في المغرب وتوفي في عام 1160 ميلادي، وكان الإدريسي كثير الترحال وفي أحد أهم وجهاته كانت صقلية التي كان فيها ضيفاً على الملك روجر الثاني الملك النورماني والذي كان محباً للمعرفة لذلك طلب من الإدريسي أن يعلمه بعضاً مما عنده وهذا ما فعله الإدريسي برسمه بعض الخرائط له وشرحه له عن موقع الأرض وفي الصورة أعلاه يمكن أن تشاهد خريطة الوطن العربي، التي رسمها الإدريسي لروجر الثاني ملك صقلية عام 1154 م، وهي واحدة من خرائط العالم القديم الأكثر تقدما.
أما في هذه الصورة أعلاه فهي خريطة للإدريسي التي رسمها للملك روجر الثاني، ويلاحظ أن الخريطة مقلوبة لأن الناس في تلك الأيام كانوا يعتبرون أن الجنوب يوجد في الأعلى.
وقام الإدريسي بكتابة العديد من المخطوطات التي كانت أساس النهضة الجغرافية وله كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق الذي يعد أشهر ما تركه الإدريسي حيث أنه قام بإعادة تحديد خطوط الطول والعرض وكان أول من رسم خرائطاً دقيقة، وفي الصورة العليا تظهر مخطوطة خطها الإدريسي يصف بها فنلندا.
ولقب الإدريسي بالصقلي لأنه اتخذ جزيرة صقلية مكاناً له بعد سقوط الدولة الإسلامية، ولقب بسطرابون العرب نسبة للجغرافي الإغريقي الكبير سطرابون وقد تم بناء هذا التمثال له في مسقط رأسه سبتة.
وختاماً هذه الصورة كفيلة بأن تظهر حجم هذا العالم حيث أنه يظهر هنا وهو يعلم الملك روجر وحاشيته بعض ما توصل إليه عن موقع الكرة الأرضية وشكلها وآلية دورانها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق