كولون كانت مدينة مكتظة بالسكان.. وجدت في جزء غير تابع للحكومة في هونج كونج بين 1890 و1990
بنيت في الأساس كحصن عسكري للصينيين، وبدأ الناس يقطنون المدينة المحاطة بالسور عندما تم تأجير أجزاء من هونغ كونغ لبريطانيا
لم تقم هونج كونج ولا الحكومة البريطانية بتحمل مسؤولية كولون
في الحقيقة كانت الممدينة إقطاعية يحكمها الفوضى، هكذا بدون حكومة لمدة 100 عام
حوت المدينة المسوّرة مئات الآلاف من البشر، في عام 1987 بلغ عدد السكان فيها 33000 نسمة
الكثافة السكانية للمدينة كانت 1255000 شخص لكل كيلومتر مربع، ما يعني 187 ضعف ما في هونج كونج!
مع العلم بأن المدينة بأكملها كانت مساحتها .03 كيلومتر مربع؛ المدينة كانت مكدسة في الارتفاعات
في الستينيات والسبعينيات كان هناك الكثير من الإنشاءات في المدينة تتضمن إضافات جديدة للمدينة مثل أنابيب لجلب الماء من الآبار القريبة ومصابيح فلورسنتية استخدمت لإضاءة الشوارع المنخفضة من المدينة التي لا يصلها نور الشمس
كان هناك العديد من الأطباء غير المرخصين وأطباء الأسنان الذين يمارسون أنشطتهم داخل المدينة
هذا فقط كان العناية الطبية الوحيدة المتوفرة داخل المدينة للآلاف من الناس الذين يعيشون بداخلها
القليل من الناس من خارج المدينة أمضوا وقتاً بداخلها وشاركوا تجربتهم فيها، مثل Jackie Pullinger التي تعاملت مع مدمني المخدرات من داخل المدينة وكتبت عن ذلك في كتابها "صدع في السّور"
استمرت ظروف المعيشة في المدينة بالتدهور في حين استمرت ظروف المعيشة بالتحسن في محيط هونغ كونج ما دفع الحكومة الصينية إلى إنهاء وجود هذه المدينة
أنفقت الحكومة 350 مليون دولار لتعويض من بداخلها وبدأ نقل السكان في عام 1987
رفض بعضهم المغادرة لكن تم طردهم قسراً عام 1992
بين مارس 1994 وأبريل 1994 أكملت الحكومة الصينية هدم مدينة كولون
(بالطبع تم إخلاء جميع السكان)
بعد الانتهاء من هدم المدينة تم استبدالها بمتنزه يحتوي طرق مزهّرة وحدائق وقطع عديدة من آثار المدينة والتي تمّ تحويلها لنصب تذكاري وطني
المدينة المسوّرة غالباً ما يتم تصويرها في الأفلام وألعاب الفيديو
في الغالب لوصف مخابئ المجرمين أو لعرض شعور بائس من القمع
بعض السكان السابقين للمدينة ينظرون لماضي حياتهم داخل المدينة بذكريات ممتعة
رغم أن ظروف الحياة كانت فقيرة جداً يشعر الكثير من السكان السابقين أنه كان هناك شعور قوي بالتكافل الاجتماعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق