عصر الظلام الرقمي.. مشكلة تؤرق علماء الحاضر وسيعيشها أجيال المستقبل
-مصطلح "عصر الظلام الرقمي" ظهر في 1997 ويعني إجمالا ضياع الوثائق الرقمية مستقبلا مع تطور التقنيات
-المشكلة لن تتعلق بالنصوص الرقمية فقط وإنما بكافة ملفات الوثائق والوسائط المتعددة
-التطور التقني في "الهارد وير" و"السوفت وير" سيسهم في تفاقم هذه المشكلة مستقبلا واندثار صيغ الملفات الحالية
-الحلول الأولية تتمثل في الاحتفاظ بوسائط التخزين التقليدية والبرمجيات المشغلة لها بصورتها الحالية
أعادت المقابلة التي أجراها مؤخرا عالِم الكمبيوتر الأمريكي "فينت سيرف" مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC تسليط الضوء مجددا على التحدي الذي سيواجه العالم في المستقبل القريب والذي يعرف بـ"عصر الظلام التقني".
"سيرف" الملقب بـ"أبو الإنترنت"، نظرا لإسهاماته في تطوير بروتوكولات الإنترنت ووضع بنية أول بريد إليكتروني في الثمانينات، أعرب عن قلقه إزاء إمكانية ضياع كل ما تحتويه ذاكرة أجهزة الكمبيوتر من صور ووثائق حُفظت لعشرات السنوات، وأرجع ذلك إلى التطور المتلاحق للمكونات والتقنيات الرقمية، الأمر الذي سيسهم في ضياع جزء كبير للغاية من المعلومات الموثقة والبيانات الهائلة مستقبلا، وسيُحرم الأجيال القادمة من التعرف عليها.
عصر الظلام الرقمي
أبو الإنترنت بتصريحاته الأخيرة لم يأت بجديد حول تلك المشكلة، لكنه أكد أنه يعكف حاليا على بحث حلول تُمَّكن العالم الرقمي من التغلب على هذا التحدي.
وبشكل عام، فإن مصطلح "عصر الظلام الرقمي" أو "عصر رقمي مظلم" Digital Dark Age، تم استخدامه للمرة الأولى من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA عامي 1997 و1998، وهو يعني اصطلاحا حالة ممكنة مستقبلاً سيكون حينها من الصعب أو المستحيل قراءة الوسائط المتعددة والوثائق الإلكترونية القديمة، لأنه تم تخزينها في صيغة ملف قديمة وغير مشهورة، وفقا لموسوعة ويكيبيديا الحرة.
وأوضح علماء وخبراء في نهاية التسعينات أن المشكلة لن تتعلق بالنصوص أو الوثائق النصية فقط، وإنما بمختلف صيغ الملفات والوسائط المتعددة، والتي من بينها مقاطع الصوت والفيديو والصور بمختلف أنواعها.
أصل المشكلة
خلص العلماء في تحديد ماهية هذه المشكلة، في التطور السريع للتقنيات المختلفة سواء كانت تلك التقنيات صلبة Hardware أو برمجيات Software، ومثال على ذلك تطور وسائط التخزين المختلفة واندثار بعضها مثل الأقراص المرنة Floppy Disk والصيغ القديمة من ملفات النصوص "وورد" وغيرها.
عصر الظلام الرقمي من شأنه أن يسلط الضوء أيضا على مصطلح آخر هو "التقادم الرقمي" Digital Obsolescence، وهي الحالة التي تكون فيها المصادر الرقمية غير قابلة للقراءة بسبب عدم توفر الوسائط المادية أو الأجهزة أو البرامج التي تشغلها.
والمثال الرئيسي على ذلك –وفقا لموسوعة ويكيبيديا- هو مشروع BBC Domesday بمكتبة جامعة كورنيل، والذي يتيح البحث في المحفوظات الرقمية، ولديه خط زمني لصيغ الوسائط التي "عفا عليها الزمن" تسمى "غرفة الرعب"، توضح كيف يتم إنشاء التقنيات الجديدة بسرعة ثم تلقى جانبا.
فالتطور والانتشار السريع لمختلف أنواع عتاد الكمبيوتر، أنماط الترميز الرقمي، أنظمة التشغيل، البرامج العامة أو المخصصة، تضمن أن التقادم الرقمي سيصبح مشكلة في المستقبل.
وبشكل أوضح، فإن عدة إصدارات مثلا من برامج معالجة الكلمات، وسائط تخزين البيانات، معايير ترميز الصور والأفلام تعتبر لوقت قصير معتمدة عالميا وتحكمها معايير قياسية، لكن في النهاية تستبدل بإصدارات "سوفت وير" أو "هارد وير" أحدث.
مثلا، الملفات الحالية التي يتم تحريرها أو قراءتها من خلال برنامج محدد مثل كروسوفت وورد ستكون غير قابلة للقراءة في برامج أخرى، وكذلك أنظمة التشغيل وعتاد الكمبيوتر، وأيضا إصدارات البرامج القديمة المطورة من نفس الشركة ستصبح غير قابلة للعمل على المنصة الجديدة.
حلول مقترحة
وبالعودة إلى "فينت سيرف"، نجد أن لديه تصورا لمواجهة هذه المشكلة، فهذا العالِم الذي يبلغ من العمر 71 عاما، ولديه خبرة واسعة في المجال الرقمي والمعلوماتي، يروج لفكرة الاحتفاظ بكل ما يتوافر لدينا من أقراص صلبة وبرمجيات، حتى لا تتحول إلى أشياء بائدة –تماما مثل ما يحدث في المتاحف– ولكن في شكل رقمي على الخوادم الإليكترونية لمواقع تخزين البيانات، حسبما جاء في مقابلته الأخيرة مع BBC.
وفي حال نجاح فكرة "سيرف"، الذي شغل عدة مناصب مهمة في عديد من المؤسسات الرقمية المعلوماتية وعلى رأسها هيئة "أيكان"، ستتمكن الأجيال القادمة في المستقبل من دخول تلك المواقع للإطلاع على الذكريات الغالية حيث أشار قائلا "الحل هو أن نأخذ لقطات بأشعة إكس لكل المحتوى الرقمي والتطبيقات ونظم التشغيل بالإضافة إلى مواصفات الأجهزة التي يُشغل عليها ذلك المحتوى ونحفظ كل ذلك لوقت طويل. وهذه اللقطات الرقمية ستخلق الماضي في المستقبل".
-المشكلة لن تتعلق بالنصوص الرقمية فقط وإنما بكافة ملفات الوثائق والوسائط المتعددة
-التطور التقني في "الهارد وير" و"السوفت وير" سيسهم في تفاقم هذه المشكلة مستقبلا واندثار صيغ الملفات الحالية
-الحلول الأولية تتمثل في الاحتفاظ بوسائط التخزين التقليدية والبرمجيات المشغلة لها بصورتها الحالية
أعادت المقابلة التي أجراها مؤخرا عالِم الكمبيوتر الأمريكي "فينت سيرف" مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC تسليط الضوء مجددا على التحدي الذي سيواجه العالم في المستقبل القريب والذي يعرف بـ"عصر الظلام التقني".
"سيرف" الملقب بـ"أبو الإنترنت"، نظرا لإسهاماته في تطوير بروتوكولات الإنترنت ووضع بنية أول بريد إليكتروني في الثمانينات، أعرب عن قلقه إزاء إمكانية ضياع كل ما تحتويه ذاكرة أجهزة الكمبيوتر من صور ووثائق حُفظت لعشرات السنوات، وأرجع ذلك إلى التطور المتلاحق للمكونات والتقنيات الرقمية، الأمر الذي سيسهم في ضياع جزء كبير للغاية من المعلومات الموثقة والبيانات الهائلة مستقبلا، وسيُحرم الأجيال القادمة من التعرف عليها.
عصر الظلام الرقمي
أبو الإنترنت بتصريحاته الأخيرة لم يأت بجديد حول تلك المشكلة، لكنه أكد أنه يعكف حاليا على بحث حلول تُمَّكن العالم الرقمي من التغلب على هذا التحدي.
وبشكل عام، فإن مصطلح "عصر الظلام الرقمي" أو "عصر رقمي مظلم" Digital Dark Age، تم استخدامه للمرة الأولى من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA عامي 1997 و1998، وهو يعني اصطلاحا حالة ممكنة مستقبلاً سيكون حينها من الصعب أو المستحيل قراءة الوسائط المتعددة والوثائق الإلكترونية القديمة، لأنه تم تخزينها في صيغة ملف قديمة وغير مشهورة، وفقا لموسوعة ويكيبيديا الحرة.
وأوضح علماء وخبراء في نهاية التسعينات أن المشكلة لن تتعلق بالنصوص أو الوثائق النصية فقط، وإنما بمختلف صيغ الملفات والوسائط المتعددة، والتي من بينها مقاطع الصوت والفيديو والصور بمختلف أنواعها.
أصل المشكلة
خلص العلماء في تحديد ماهية هذه المشكلة، في التطور السريع للتقنيات المختلفة سواء كانت تلك التقنيات صلبة Hardware أو برمجيات Software، ومثال على ذلك تطور وسائط التخزين المختلفة واندثار بعضها مثل الأقراص المرنة Floppy Disk والصيغ القديمة من ملفات النصوص "وورد" وغيرها.
عصر الظلام الرقمي من شأنه أن يسلط الضوء أيضا على مصطلح آخر هو "التقادم الرقمي" Digital Obsolescence، وهي الحالة التي تكون فيها المصادر الرقمية غير قابلة للقراءة بسبب عدم توفر الوسائط المادية أو الأجهزة أو البرامج التي تشغلها.
والمثال الرئيسي على ذلك –وفقا لموسوعة ويكيبيديا- هو مشروع BBC Domesday بمكتبة جامعة كورنيل، والذي يتيح البحث في المحفوظات الرقمية، ولديه خط زمني لصيغ الوسائط التي "عفا عليها الزمن" تسمى "غرفة الرعب"، توضح كيف يتم إنشاء التقنيات الجديدة بسرعة ثم تلقى جانبا.
فالتطور والانتشار السريع لمختلف أنواع عتاد الكمبيوتر، أنماط الترميز الرقمي، أنظمة التشغيل، البرامج العامة أو المخصصة، تضمن أن التقادم الرقمي سيصبح مشكلة في المستقبل.
وبشكل أوضح، فإن عدة إصدارات مثلا من برامج معالجة الكلمات، وسائط تخزين البيانات، معايير ترميز الصور والأفلام تعتبر لوقت قصير معتمدة عالميا وتحكمها معايير قياسية، لكن في النهاية تستبدل بإصدارات "سوفت وير" أو "هارد وير" أحدث.
مثلا، الملفات الحالية التي يتم تحريرها أو قراءتها من خلال برنامج محدد مثل كروسوفت وورد ستكون غير قابلة للقراءة في برامج أخرى، وكذلك أنظمة التشغيل وعتاد الكمبيوتر، وأيضا إصدارات البرامج القديمة المطورة من نفس الشركة ستصبح غير قابلة للعمل على المنصة الجديدة.
حلول مقترحة
وبالعودة إلى "فينت سيرف"، نجد أن لديه تصورا لمواجهة هذه المشكلة، فهذا العالِم الذي يبلغ من العمر 71 عاما، ولديه خبرة واسعة في المجال الرقمي والمعلوماتي، يروج لفكرة الاحتفاظ بكل ما يتوافر لدينا من أقراص صلبة وبرمجيات، حتى لا تتحول إلى أشياء بائدة –تماما مثل ما يحدث في المتاحف– ولكن في شكل رقمي على الخوادم الإليكترونية لمواقع تخزين البيانات، حسبما جاء في مقابلته الأخيرة مع BBC.
وفي حال نجاح فكرة "سيرف"، الذي شغل عدة مناصب مهمة في عديد من المؤسسات الرقمية المعلوماتية وعلى رأسها هيئة "أيكان"، ستتمكن الأجيال القادمة في المستقبل من دخول تلك المواقع للإطلاع على الذكريات الغالية حيث أشار قائلا "الحل هو أن نأخذ لقطات بأشعة إكس لكل المحتوى الرقمي والتطبيقات ونظم التشغيل بالإضافة إلى مواصفات الأجهزة التي يُشغل عليها ذلك المحتوى ونحفظ كل ذلك لوقت طويل. وهذه اللقطات الرقمية ستخلق الماضي في المستقبل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق